قصيدة البرادعي
نشمي مهنا
غدا الخميس، تعلن الأكاديمية السويدية عن جائزة نوبل للآداب لهذا العام، بعد أن أجّل أعضاؤها النتيجة أسبوعا إضافيا للتداول والفحص ومحاولة للتوافق على اسم يستحق·
وهو تداول سري بالطبع، إلا أن إعلامنا العربي يسرِّب سنويا أخبارا مشوشة، لا أحد يستطيع التأكد من صحتها، مثل استبعاد اسم أدونيس في الساعات الأخيرة، أو بفارق صوت!
أعتقد أنها أخبار مفبركة أو هي حيل عربية لتقريب مرشحنا العربي لنيل الجائزة أو للفت انتباه الأكاديمية، أو وسيلة ضغط، أو حتى لـ "كسر خواطر" أعضاء اللجنة، وجميعها سهام عمياء تتساقط على جدار مبنى الأكاديمية السويدية ولا تصل، لأنها بالأساس حيل عربية لا يفهم لغتها الآخرون·
هذا العام، لم يزل اسم مرشحنا السنوي "أدونيس" حاضرا في الإعلام، وفي لائحة الترشيحات المنافسة - عن استحقاق - لنوبل الآداب، لكن: هل حصول البرادعي على جائزة نوبل للسلام بخّر الفرصة، وأغلق باب الأكاديمية وراءه؟
لا ندري، لأننا غير متأكدين من شروط "المحاصصة" أو الجغرافيا أو اشتراطات المواقف في الفكر والسياسة والفن والخدمات الإنسانية التي تؤهل المرشح·
كل ما نعرفه، أننا نرشح شاعرا نقش أثرا بالغا ومهما في ثقافتنا وحاول تقويم النظر الى الثقافات الأخرى·
* * *
نرشح الشعر الآن، وفي زمن الرواية كما يقال، لسببين: لصعوبة أن نتكرر، فنُمنح في "الراوية" جائزتين، ولصعوبة العثور على إنجاز روائي يؤهلنا كنجيب محفوظ·
أما الروائية الفرانكفونية آسيا جبار التي ترشحت لأكثر من مرة فحصولها على الجائزة عند أغلب مثقفينا العرب هو فرحة منقوصة، حتى أن بعض أبناء بلدها استبقوا الترشيحات بشن حروب صغيرة على هويتها ولغتها ونشرها لغسيل عربي رديء على حبال فرنسية!
وهم في حقيقتهم يخفون حسد المنافسة، وقصور النظر، وخراب الثقافة التي يؤمنون بها·
* * *
تقول الأخبار - إن صدقت - أن الأكاديمية - أساسا - تنوي صرف النظر عن الرواية والشعر وتختار فنا آخر من الآداب·
وهنا، وبعد إفلاسنا من فرص فوز أدونيس وآسيا جبار، سيكتفي العرب بالفخر بالبرادعي أو قد يتخيله أهل الأدب شاعرا حتى وإن لم يكتب قصيدة·
nashmi22@hotmail.com