رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 20 صفر 1426هـ - 30 مارس 2005
العدد 1671

المرصد الثقافي

هل قرؤوا الدرس؟!

 

من المؤسف أن تنسحب سورية بعد ثلاثين عاما من دون أن تكون عرفت في أي بلد كانت وأي بلد تغادر· ما كان للرئيس الأسد أن يتجاهل أن "تجار المواقف السياسية" الذين أخطأت بلاده بالاعتماد عليهم كانوا ممقوتين ومكروهين من جانب اللبنانيين أكثر مما هم ممقوتون ومكروهون الآن في سورية· لذلك لا داعي للاعتماد على من تبقى منهم لمواصلة "الأخطاء" ذاتها· وإذا أرادت دمشق أن تعرف حقا ما حصل في لبنان فلا أبسط من أن تنظر الى الشارع في بيروت· الحقيقة كلها هناك··

عبدالوهاب بدرخان - "الحياة"

 

* * *

 

سوري في ساحة الشهداء!

 

أن أكون سوريا في ساحة الشهداء يعني أن أتذكر تلك السلطة التي حولت مصدر فخري (هويتي السورية) شيئا نخاف إعلانه: كنت السوري الوحيد بينهم عندما سألت نايلة معوض المتظاهرين: "مين فينا مش لبناني؟"· لم أفكر كثيرا حين صرخت: "أنا··· أنا"· اللبنانيون الذين حولي ظنوا أني أمزح، فضحكوا· كدت أخرج هويتي السورية وأريهم إياها· كدت أقول لهم إن السوريين معكم، كدت أرجوهم أن لا يستعملوا المفردات التالية في هتافاتهم: "سورية··· السوريون·· السوري"· كدت أشرح لهم الفرق بين الشعب السوري والسلطة الحاكمة· لكني لم أفعل ذلك: كان الجميع مشغولا بحريته، وكنت مشغولا بذاكرتي·

أن أكون سوريا في ساحة الشهداء يعني أن أتذكر أمسيات الخوف والرعب، حين كان الكبار يروون أمامنا قصة فلان الذي ابيضت عيناه جراء التعذيب في فرع المخابرات، وعن فلان الذي اقتادوه ليلا من بيته عاريا إلا من ثيابه الداخلية، وعن فلان الذي جابوا به شوارع القرية "ممسكا" حذاءه بأسنانه، أو "لابسا صباطو ببــوزو" على قــول الراوي·

كنت ولدا أستمع فأرتعب، وحين أرتجف أتغطى الى فوق رأسي باللحاف، وأقول إنهم كاذبون، وأقسم أنه خيال·

ماهر شرف الدين - "النهار"

 

* * *

 

العقل البعثي

 

الواقع أن ما تتضمنه نظرية "لماذا الآن؟" من إيحاء، أنه لا يمكن القيام بأكثر من شيء واحد في الوقت الواحد، هو ثمرة اختزال المجتمع والدولة الى ذات أو إرادة واحدة لا تطيق أن يعكر صفوها شيء، ولا تشعر بوجوب أن تحدد أولوياتها بصورة يفهمها الناس، وقد يرتضونها· كان من المألوف أيام الرئيس حافظ الأسد أن يسوّغ إيديولوجيو نظامه تداعي الخدمات وانتشار الفساد وتدهور التعليم وانعدام النمو الاقتصادي··· بأن المواجهة مع الخارج تستهلك كل وقته· كانوا يقولون ذلك بكل جدية واقتناع· وكان اهتمامهم موجها نحو تبرئة النظام ونحو ترويض الناس على قبول هذا الواقع لا نحو معالجة المشكلات الخدمية والتعليمية والاقتصادية·

غير أن ضيق الوقت إدانة للنظام وليس تبريرا له· فهو، أعني ضيق الوقت أو عدم ملاءمته، ثمرة نظام السلطة الواحدي وليس العكس· وتوفير الوقت يقتضي في الضرورة تحرير الدولة والمجتمع من سلطة الواحد·

ياسين الحاج صالح - "النهار"

طباعة  

أيضا "أما لهذا التخلف من نهاية"؟!
قضية البغدادي.. تدين سياسات الحكومة ومؤسسات مجتمعنا المدني و"المتفرجين"

 
"البيان" تعيد نشر "مذكرات مسافر"!
 
وتد
 
البحر والتاريخ في عالم المعرفة
 
خبر ثقافي
 
امرأة من أويا