رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 5 جمادى الأول 1425هـ - 23 يونيو 2004
العدد 1633

"استاد جابر" وُقِّع عقده بحضور وزير الطاقة!
التأخير ضاعف التكاليف والسبب "الشقيق الأوسط"

                                      

 

كتب عبدالله الدوسري:

"إذا كانت الحكومة تسكت عن الفساد والمفسدين، وإذا كان بعض أعضائها يدوسون القانون والدستور، فبالتأكيد فإن مثل هذه الحكومات ستغرق في شبر ماء·

هناك من يقولون ولا نملك إلا الإصغاء الشديد لهم أن هناك أطرافا متنفذة في السلطة ليس لها مصلحة في إصلاح البلد، وتجد في غياب القانون والنظام فرصة للتمصلح والإثراء غير المشروع، وللسيطرة في ظل غياب مبدأ تكافؤ الفرص"·

ما ورد أعلاه كان مقتطفات من مقال للدكتور أحمد الربعي نشر يوم السبت الماضي، تعليقا على رفض الحكومة تعديل الدوائر الانتخابية·

ولأننا في صفحة رياضية، فلن أدلل على صحة ما ورد في مقال الدكتور سوى ما يحدث في الرياضة، وأترك التعليق على ما يقوم به بعض "الأبناء" المدللين في الزراعة والموانئ والمواصلات·· وإلخ لبقية الزملاء في صفحات "الطليعة" الأخرى·

ولا شك أن ما يقوم به أبناء عم الشيخ سلمان وفقا لتعريف الكاتب المعروف عبداللطيف الدعيج، أو الـ Big brother وأشقاؤه وفقا للتعريف الجديد الذي أطلقه الرياضيون من وحي تلفزيونات الواقع على هؤلاء الأبناء·

أقول إن ما يقوم به هؤلاء في الرياضة هو دليل واضح على رغبة البعض في مداراة أبنائه ومساندتهم، مهما كان ضررهم علي القطاع الذي يعملون به وعلى الكويت بشكل عام، وسأعطي بضع أمثلة وهي قليل من كثير للدلالة على ذلك·

 

27 مليونا خسارة

 

هل تعلمون كم خسرت الحكومة الكويتية من أموال نتيجة لتأخرها في توقيع عقد استاد جابر الرياضي؟ وهل تعلمون لماذا تأخر توقيع العقد سنوات عدة مما زاد في تكاليف بناء هذا الاستاد قرابة الضعف نتيجة لارتفاع أسعار مواد البناء خلال هذه السنوات؟

القصة باختصار أن الجهات المعنية طرحت مناقصة إنشاء هذا الاستاد على شركات المقاولات في الكويت قبل سنوات عدة، وبالفعل فازت إحدى الشركات بهذه المناقصة بعد أن قدمت عرضا يبلغ 28 مليون دينار لتحمل تكاليف إنشاء الاستاد كاملة·

إلا أن هذا الإجراء القانوني %100 لم يعجب الشقيق الأوسط، وتساءل بين نفسه كيف تصرف الحكومة هذه الملايين من دون أي فائدة شخصية له، ولأنه وسيط لشركة مقاولات كورية في الكويت سعى لإيقاف المناقصة المذكورة وتمكن من ذلك بالفعل بعد أن وصل الى أصحاب الشأن·

وبعد أخذ ورد استمر سنوات عدة قامت الحكومة بطرح مناقصة إنشاء الاستاد وفقا لنظام الـ BOT، إلا أن الشقيق الأوسط لم يستطع تنفيذ ما أراد نظرا لأفضلية العرض الذي تقدمت به الشركة الكويتية مقارنة بالشركة التي توسط لها، ليتم بعد ذلك تعليق قرار إنشاء الاستاد مجددا·

ثم عادت الحكومة وكلفت وزارة الأشغال لطرح هذه المناقصة، بعد أن تعرضت للضغط من الشارع الرياضي نتيجة لتأخر إنشاء الاستاد من دون أي سبب واضح للرياضيين·

وأخيرا تم توقيع عقد الاستاد الذي أصبح مثل "بيض الصعو نسمع فيه ولا نشوفه"، أما تكاليف التأخير فتحملتها الحكومة "مو مشكلة الخير وايد"·

وعند توقيع العقد حضر وزير الأشغال ورئيس الشركة المنفذة ومدير الهيئة، وحضر أيضا رئيس اتحاد كرة القدم السابق "كجا مرحبا·· ما أدري"·

 

تواضع فخففت العقوبات

 

أضحكني كثيرا بيان نادي القادسية الذي صدر ردا على قرار الاتحاد الآسيوي بتخفيف عقوبات فريق كرة القدم بالنادي "وشر البلية ما يضحك"، فقد شكر كاتب هذا البيان جميع من يعرفه سواء من له علاقة بما حدث أو من ليس له علاقة، "نشكر الحكومة ونشكر وزير الطاقة بل ونشكر مدير الهيئة"، ولا أعلم شخصيا، ما علاقة من تم ذكرهم بالعقوبات التي صدرت من الاتحاد الآسيوي ثم تم تخفيضها؟

ولا يخفى على أحد أن العقوبات المبالغ فيها والتي صدرت من الاتحاد الآسيوي لم تكن ذات نواح فنية على الإطلاق، كل ما في الأمر أن رئيس نادي القادسية الذي كان يشرف على بطولة "خليجي 16" لم يعط المسؤول الأول عن اللعبة آسيويا حقه الأدبي عندما زار الكويت خلال البطولة المذكورة، ومما زاد الطين بلة أن رئيس نادي القادسية لم يحترم بروتوكول أبناء الأسرة الحاكمة في الخليج، وذلك عندما لعب القادسية مباراة الذهاب في قطر أمام السد، حيث جلس في مقاعد الاحتياط بدلا من الجلوس مع نظرائه القطريين في المكان المخصص لهم·

واستطاع رئيس الاتحاد الآسيوي أن يلعب لعبته باتقان ليرد الصاع صاعين لرئيس النادي المذكور، بل وأجبره على زيارة قطر وزيارة مسؤوليها الرياضين في مكاتبهم بدلا من الجلوس معهم في الاستاد خلال المباراة "ما كان من الأول يا الحبيب"·

ومن الواضح أن كل ما حدث من قبل الاتحاد الآسيوي لصاحبنا كان "قرصة أذن" خفيفة، وبعد أن أدت هذه القرصة مفعولها انتهت المشكلة و"يا دار ما دخلك شر"·

أما أخونا كاتب بيان القادسية فأراد أن يوحي أن تخفيض العقوبات كان نتيجة لما قام به من مدحهم في بيانه "على مين تلعبها"·

المهم كنت أتمني لو كملت قصائد المدح ومدحت الجامعة العربية والأمم المتحدة و··· أبو عزوز!

 

"دُش" للشقيق الأصفر

 

وفقا لمصادرنا، فإن مسؤول يحظى بالاحترام عقد اجتماعا مع مدير شركة "شووت" والشقيق الأصغر، وقام هذا المسؤول بتوجيه "دش ساخن" للمدير والشقيق تعليقا منه على أداء هذه الشركة خلال السنوات الماضية·

وقال هذا المسؤول إن الشركة لم تؤد الغرض الذي أسست من أجله بل إنها تحولت الى شركة يا نصيب تسحب أموال المراهقين من دون أي مقابل، وقد قام المسؤول بعد ذلك بتمديد عقد "شووت" لمدة عام واحد مع أخذ تعهدات من المذكورين بتصحيح مسار هذه الشركة، ونحن بدورنا كنا نتمنى لو أن هذا المسؤول الذي استطاع التصدي لقوى الفساد في موقع آخر قبل فترة بسيطة أن يبادر الى إنهاء عقد هذه الشركة التي "فاحت ريحتها" وأن لا تأخذه في الحق لومة لائم·

وما يحيرني، لماذا تُفرض على إحدى الشركات التي تقوم بعمل شبيه لما تقوم به "شووت" بكتابة عبارة "عدم دخولك للمنتزه يعرضك لحرج شرعي"، بينما لا تكتب هذه العبارة على تذاكر "شووت" لبيان المخالفة الشرعية لمن يقوم بشراء هذه التذاكر من دون أن يحضر المباريات·

الإجابة على هذا التساؤل ببساطة، أن القانون يوضع على الرف عندما يقف أمام أحد الأشقاء المدعومين من فوق·

 

دنا!

 

لا يزال استفراد "الأبناء المدللين" بالمناصب سواء داخل المجال الرياضي وخارجه حديث أبناء الكويت في الدواوين والتجمعات، خاصة في ظل التجاوزات الواضحة التي تعاني منها معظم القطاعات التي يشرفون عليها، مع عدم القدرة على محاسبتهم سواء عبر مجلس الأمة أو الصحافة الحرة·

يقول لي أحدهم: دول العالم حاسدة الكويتيين على زيادة أسعار النفط وما يدرون أنها كلها رايحة على "المدللين" ومحاسيبهم، ويقول أحد المتفائلين: لا تخف فهناك مثل كويتي قديم يقول "النملة إذا ريّشت ···"·

 

 

طباعة  

حديث الساعة
 
فاست بريك
 
أين التطور يا وزارة الإعــلام!
 
صدور العدد "21" لمجلة أخبار التنس
 
سلة الرياضة