أرامل صدام·· وأيتامه

ذهبت في تلك الفترة، خمس مرات للعاصمة التونسية، من أجل أن أذكّر القيادة الفلسطينية بنصوص الميثاق الوطني التي تمنع وقوفنا مع أي طرف عربي ضد طرف آخر، كما جاء في نص المادة "27" من الميثاق، ومن أجل التذكير بمصالح مئات الآلاف من الفلسطينيين في الكويت، وهم الذين قدموا كل شيء للثورة الفلسطينية المعاصرة، ويقدمون الدعم لملايين الفلسطينيين من أبناء عائلاتهم كي يتمكنوا من الصمود فوق الأرض الفلسطينية، وفشلت في مهماتي تلك، إذ قال لي قائد فلسطيني بارز، في خضم تلك النقاشات، في مكتب ياسر عرفات وسط العاصمة التونسية، وفي ليلة صيف قائظ: "أنت تتحدث عن الفلسطينيين في الكويت المرفهين والذين عاشوا في نعيم، لعقود، لماذا لا يعانون مثل الفلسطينيين في لبنان، هل هم Super Palestenians، قلت لذلك القائد الجَهْبَذ، "مهمة القيادة، أي قيادة، أن توفر السعادة والاستقرار لأبناء شعبها، يجب أن تعملوا ليصبح الفلسطينيون في لبنان، في أوضاع مريحة، مثل الفلسطينيين  في الكويت، وليس العكس"· وقال لي قائد آخر: "انتهينا من الصحف الكويتية التي كانت دائمة النقد لنا ولسياساتنا ولأشخاصنا"، وقال لي قائد ثالث: "أين قبسك" (في إشارة استهزاء بصحيفة "القبس" التي كنت أكتب فيها آنذاك)·

توفيق أبو بكر - الرأي العام