المثقف السمكري!
أصرّ أن الثقافة ليست أن تقرأ كتابين وتلغو بهما، بل هي موقف وسلوك· ليس مسموحا لك في مجتمع أغلبيته من الأميين، والمتعلمون فيه يعانون أمية عقلية، ويسود فيه الكسل العقلي والكليشيهات الخاصة والخرافة، وأعظم الكتب توزيعا عن عذاب القبر، ليس مسموحا للمثقف الجاد والملتزم والمسؤول إلا أن يكون في المستوى الذي أعيش فيه، غير هذا سيعمل على توظيف إمكانياته لتحقيق راحته الشخصية، هنا، أنا أسقط عنه تلقائيا صفة المثقف، أقول عنه إنه "صنايعي" حرفي، لأن سمكري السيارات لا يسأل عن الماركة التي يصلحها، والمثقف بهذا الوضع لم يعد طموحا لتغيير هذا الواقع، بل هو طموح لاستمراره لأنه الواقع الذي يحقق فيه امتيازاته، لماذا إذن يسعى إلى تغييره؟!
- فاروق عبدالقادر-
في حوار مع "أخبار الأدب" 2000/1/23