في قراءة مختصرة للتاريخ يتبين لنا أن الشباب هم مصدر الوقود لمعظم الحركات الإصلاحية في مجتمعاتهم، إذ كان بروز واتقاد دور الشباب وتحركاتهم الواضحة للعيان في نهاية عقد الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي، حينما استطاعوا أن ينالوا المزيد من الحريات، كحرية الخطابة والتظاهر وحقوق الإنسان في أوروبا الغربية ونبذ العبودية في الولايات المتحدة كما فعلت روزا باركس عندما كسرت قانون التمييز العنصري ضد السمر في أمريكا بجلوسها في مقدمة الحافلة بدلا من المقاعد الخلفية كما كان معهودا وقتئذ، وصولا إلى الدور الفعال للشباب الأمريكي في وقوفهم ضد الرئيس الراحل جونسون في مطالبته بانسحاب القوات الأمريكية من فيتنام وذلك بعد أن تكبدوا خسائر كبيرة ولا سيما البشرية منها والتي كانت 99 ألف قتيل عسكري ناهيك عن الجرحى والمعاقين، "وما أشبه اليوم بالبارحة بالنسبة لتورط القوات الأمريكية في المستنقع العراقي"·
في بلدنا الحبيب في السنوات الأخيرة الشباب وخصوصا القوى الطلابية كان لهم التأثير الأكبر في الدفع في إحقاق أكثر من أمر، بدءا بحقوق المرأة السياسية من حيث الانتخاب والترشيح وصولا إلى عملية تقليص الدوائر الانتخابية إلى الخمس بعد جولات وتجمعات مضنية، وعليه ينبغي على الساسة الحريصين وجمعيات النفع العام أن يأخذوا بيد الشباب وأن يفسحوا لهم المجال للزيادة في الإبداع بالقيادة والعمل خصوصا المتميز منهم، فهم كالأحجار والمعادن النفيسة التي لا يفرط بها·
العالم الفرنسي شامبليون الذي فك طلاسم أحرف اللغة الهيروغليفية عندما اكتشف حجر الرشيد راح يقبله! وكوننا من المهتمين بالأحرار من شباب وطننا العزيز نقدم لهم ألف قبلة وفوقهما وردة ونقول لهم: الله لا يحرمنا من مجهوداتكم الجبارة، فأنتم أكبر ذخيرة وثروة للبلد، وأنتم الجنود في الخطوط الأمامية لتحقيق أماني الشعب في محاربة الفساد، بالتالي على أعزتنا من الشباب الغيورين ألا يتوانوا أو يتأخروا في المرحلة القادمة بمضاعفة نشاطهم بإقامة المهرجانات الخطابية والتي كان لنا شرف الحضور إليها في الأسبوع الماضي بجمعية الخريجين، وأيضا الشباب مطالبون بحضورهم المكثف لجلسات مجلس الأمة القادمة·
يعلم الله جل وعلا أن السراق لثروات البلد وأعوانهم كم ترهبهم مساعي وتحركات الشباب تجاه ممارساتهم الدنيئة، وهم يدركون جيدا حينما يكون هناك حضور ومتابعة شبابية كبيرة لقضايا الأمة المصيرية فإنها تحشرهم في زوايا ضيقة وحرجة أمام الملأ والمسؤولين مما لا يستطيعون التملص منها·
بديهي جدا أن البعض من القوى الطلابية والشباب قد تصيبهم بعض الإحباطات والفتور أثناء نشاطهم في ملاحقة السراق ومجادلة صبيانهم، ولكن ليعلم أعزتنا أن تلك الأموال لهم ولأولادهم في المستقبل القريب إن شاء الله، لذلك عليهم ألا يكلوا أو يملوا، فلا يوجد أعظم من الإنسان الذي يعمل ويضحي من أجل وطنه وثرواته·
الزميل صلاح الفضلي
بسبب انتقاد الكاتب الصحافي صلاح الفضلي لإدارة جامعة الكويت، فقد تم خصم 9 أيام من راتبه وطلب استحضاره للنيابة؟! ما شاء الله ماذا تبقى لدينا من حقوق في بلدنا الحبيب؟ فثرواتنا تنهب وحرياتنا بالنقد تحدد وفوق كل ذلك طقس مغبر والتحويل إلى النيابة! عموما نحن في الكويت فصلوا على النبي الأكرم·
freedom_2002_33@hotmail.com |