من الواضح أن الإدارة الأمريكية الحالية أوصلت أمريكا إلى طريق مسدود، فهي في مستنقع كبير في العراق، حيث يقتل جنودها بشكل يومي وبشكل يبين هشاشة الجيش الأمريكي المزود بأعتى الأسلحة إلا أنه لا يستطيع الصمود أمام مجموعة مطاردة من العراقيين أخذوا يصطادون جنوده واحدا واحدا، وإذا استمر الوضع هكذا فإن الجيش الأمريكي سيفقد باقي هيبته·
والحال نفسها في أفغانستان حيث بدأ الأفغان يصطادون الجنود الأمريكيين وجنود الأطلس كفرائس صيد وبطريقة يستغرب منها المرء وخاصة أن سمعة الجيوش الغربية واستعدادها القتالي كان مضرب المثل للبعض·
العراق وأفغانستان أصبحتا مكانا آمنا للإرهابيين وهو عكس ما كانت تروج له الإدارة الأمريكية، بل إن هاتين الدولتين أصبحتا مصدر إرهاب للجيش الأمريكي، وبالتالي فإن المطالبة بإخراجه منهما أصبح مطلبا أمريكيا أكثر منه مطلبا عربيا·
أمريكا التي جمعت أكثر من ستين دولة في شرم الشيخ كان هدفها الأساسي إخراجها من العراق، ولا ندري لماذا دعت دولا "ليس لها في العير والنفير"، بل إنها جاءت فقط لزيادة العدد في تظاهرة كانت تتصور الإدارة الأمريكية أنها سترعب الآخرين للتنازل عن مواقفها، ولكنها رجعت من المؤتمر بتعقيدات أكبر من قبل انعقاده·
ولعل من سوء حظ الإدارة الأمريكية أن نتائج لجنة فينوغراد الإسرائيلية جاءت نتائجها ضد حكومة أولمرت شريك الرئيس بوش في صناعة شرق أوسط جديد، وبالتالي فإن سقوط حكومته ستكون نتاجا جديدا لخيبة الأمل الأمريكية وسقوطا آخر لمشروعها الشرق أوسطي المشترك·
إذن الواضح أن أمريكا فشلت في مشروعها في العراق وأفغانستان ولبنان، ولم يعد أمامها إلا تسليم دفة الأمور للديمقراطيين لعل وعسى يمكنهم إعادة الأمور إلى وضع أفضل، وتجنيب أمريكا خسائر بالجملة سببتها لهم إدارة الرئيس بوش التي تعتبر من أكثر الإدارات الأمريكية فشلا وبعد تراجع شعبية الرئيس بوش لتصبح أقل من الثلث·
· بعد أن هدأت الساحة الكويتية سياسيا جاء من يحاول استثارتها بطريقة غير مفهومة، ويطالب بندوات حوارية مع زعماء المعارضة وكأن الموضوع "رأس برأس" كما نقول بالعامية، ولكن المعارضة تواصل تألقها السياسي سواء داخل المجلس بالتعاون المثمر والإيجابي مع الحكومة في سابقة رائعة، أو من خلال الساحة المحلية التي بدأ الناس يرددون حديث سمو أمير البلاد، والذي زرع الهدوء والاطمئنان السياسي للجميع أما غير ذلك فهو "نفخ في قربة مثقوبة"· |