(حائط البراق) أو (حائط المبكى) كما يسميه الصهاينة له قصة سأوجزها بالأسطر التالية· وقبل البدء، أؤكد بأن التاريخ الموثق لم يثبت أية علاقة لليهود بحائط البراق، وكل ما نسج عنه كان مجرد أكاذيب فندها التاريخ والآثار التي تم اكتشافها، ولنا في الأسابيع القادمة وقفة مع القصة التاريخية بما يسع المجال ونكتفي اليوم بالتاريخ المعاصر للحائط·
في عهد الدولة العثمانية سمح لليهود بإقامة بعض شعائرهم بمكان محدد عند حائط البراق، ولكن سرعان ما ذهب خيالهم ومخططاتهم لاعتبار الحائط من بقايا هيكل نبي الله سليمان ونسجوا الأساطير حولها وأصبح الحائط مقصدهم· وتنبه المسلمون لذلك سنة 1911م وطلبوا بمنع اليهود من إقامة تلك الشعائر، وقد صدرت تعليمات بتقليل التواجد اليهودي هناك· وفي عام 1919م، أرسلت الإدارة الأمريكية وفداً ليقوم بمعرفة الحقائق حول الحائط وجاء في التقرير: (أنه من المستحيل أن يرضى المسلمون والمسيحيون بوضع الأماكن المقدسة تحت رعاية اليهود مهما كانت نواياهم حسنة، ولما كانت هذه الأماكن مقدسة لدى المسلمين فقد كانت وصايتهم عليها أمرا طبيعيا)·
ولم تكن هناك مطالبات لليهود في ملكية الحائط حتى سنة 1967م عندما تم احتلال مدينة القدس وشرع الجيش الإسرائيلي خلال ساعات في هدم حارة المغاربة الملاصقة للحائط وغير معالمها وحولها الى حارة اليهود، وقد تضمن الهدم مسجد البراق وهو أحد الأماكن التاريخية المقدسة لدى المسلمين·
واليوم، فإن الحائط المقدس يعتبر حتى لدى الكثير من العرب والمسلمين جزء من التراث الحضاري والتاريخي لليهود، وهو ادعاء باطل بالمطلق، ولكن نظراً لحجم الهجمة الإعلامية اليهودية والواقع المرير الذي تعيشه أمتنا وبعض تلك الأقلام العربية المسمومة فإنه قد أضحى أمراً واقعاً بكل أسف، ولكنه واقع مزيف يجب علينا كلٌ من موقعه التصدي له حتى لو كان بمقالة أو ندوة توعوية· وهذا أضعف الإيمان· |