رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 18 أبريل 2007
العدد 1770

العم حمدان الرجل الصعيدي والتنمية الاقتصادية
سعاد بكاي
souad-al-taleeah@hotmail.com

كنت جالسة في أحد المجمعات أراقب المارة ولم أجد ما يثير استغرابي لأتخلخل في حيثيثاته، في زمننا أصبح كل شيء عادي·· وعلى حد قول الشباب والشياب··· كل شيء أي شيء·· فلم أجد من حولي سوى رجل الأمن الذي جلس بجانبي وصوت شخيره يخرم أذني··· وبعد غفوة طويلة من النوم يقف فجأة·· ويظل واقفا فترة أطول من نومه·

سألته عن سبب هذه الغفوة والصحوة المفاجئة··· قال لي بكل حسرة: إنه قدم تحويشة العمر وبدأ بالعمل 18 ساعة كرجل أمن في المجمعات·· مقابل راتب وقدره 80 دينارا وطار حلم الثراء وهو يضطر للوقوف في العمل ساعات طويلة حتى لا يسيطر عليه النوم من شدة التعب ويقوم بحراسة المكان بعيون مفتحة بس نائمة "شلون مادري"!!··· وبين كل ذلك ومن خلال حديثي معه رأيت في عينيه سعادة لا توصف·· حدثني عن حلم جميل آخر بالثراء في السعودية ومن يحقق الحلم هو العم حمدان·

العم حمدان·· رجل من الصعيد ذهب إلى السعودية ليعمل كسائق عند الكفيل، وبعد مرور يوم من بداية رحلة العمل هذه حصل حادث لحمدان بسيارة الكفيل وأتلفت السيارة مما جعل الكفيل يرغم حمدان على العمل عدة أشهر من دون أجر لتعويض تلف السيارة·· فـرّ حمدان إلى كفيل آخر وهو رجل غني من ذوي الأملاك والمحلات التجارية وكان بالفعل كفيل··· تكفل بحمدان وأمـّـن له الوظيفة والمعيشة وبعد مرور أشهر··· نجح حمدان في كل اختبارات الكفيل لإثبات أمانته وإخلاصه، وهكذا ترقية تلو الأخرى حتى أستأمنه الكفيل على عائلته وحريمه وبعد تفاصيل خاصة أخرى تزوج حمدان بابنة الكفيل وحصل بمجهوده وتقربه وإخلاصه للكفيل على جزء من الثروة والمحلات· قد تكون هذه القصة تشبه الكثير من القصص ولكن لم أقرأ يوماً ما فعله العم حمدان بعد ذلك في أي قصة أخرى· قرر أن يتنعم كل أفراد أسرته بما أنعم الله عليه·· ولكنه بذكاء يغلبه الطيبة الصعيدية لم يرسل لهم تبرعات ولا حوالات نقدية شهرية ولم يمنح جزء من ثروته لأحد منهم ولكنه فعل شيئاً قد لا يفعله الآخرون، أجمع أخوته الذي بلغوا من العمر المشيب وكل واحد فيهم لديه أسرة وأولاد وبنات ولكنهم بسطاء لا يملكون من الدنيا سوى لقمة العيش والقروض والإيجار المرتفع وبنين وبنات من فئة البطالة· لا أطيل عليكم طلب حمدان أن يختار إخوته من كل أسرة وبيت ، واحد من أبنائهم ··· واختاروا الإخوة الـ 7، 7 من أبنائهم وبدأ حمدان بعمل فيزا عمل  لكل واحد منهم للعمل في السعودية في المحلات التي أمتلكها حمدان·· وبالفعل سافر الأولاد السبعة وكل واحد منهم يمثل أسرة للعمل خارج البلاد، بهدف تأمين مصاريف العائلة وادخار شيئاً للمستقبل (ما عدا رجل الأمن الذي كنت أحدثه فهو لم يليه الدور بعد)··· ورغم أن الإيراد في السنة الأولى بسبب قلة خبرة موظفي حمدان أي أبناء إخوته كان أقل مستوى من السنوات الأخرى، إلا أن حمدان صبر على ذلك، واجتهد في تعليمهم وتدريبيهم حتى أصبح كل واحد منهم حمدان·· والفيزا الأخيرة ستكون لآخر (الولدان) من أبناء إخوته وهو رجل الأمن الذي جلست بجانبه وهو ينتظر بكل سعادة فيزا للعمل دون دفعة أولى أو أخيره ولا أقساط شهرية و"الكفيل دهنا في مكبتنا"···

السؤال ···

يا ترى كم عم حمدان لدينا في المجتمعات العربية من ذوي الأملاك والأسهم والعقارات والسيولة النقدية وهي مجمدة ولست سيولة سائلة؟··· و كم دولة من الدول قررت توظيف مواردها واستغلال طاقاتها في خدمة الدول الأخرى للمساهمة في التنمية الاقتصادية؟·

لا يوجد، فالمركزية وأنانية "أنا" والحوار الفردي في مجتمع شرقي ومبدأ "لا حياة لمن تنادي" لم يخرج لنا حتى بنص عم حمدان··· وهو واحد ولا يوجد غيره من أفراد أو مؤسسات أو دول··· هو  فقط  العم  حمدان من الصعيد للتنمية الاقتصادية بعقلية عبقرية ونوايا جادة للإصلاح ومبدأ اللامركزية!

 souad-al-taleeah@hotmail.com

�����
   

وطنية زعماء المعارضة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الإنسان، موقف!!:
سعاد المعجل
"رجل شجاع":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
إلا الدستور
... وحتى الدستور!:
فهد راشد المطيري
مشاكل:
على محمود خاجه
الكتابة.. فن ومهارة:
علي سويدان
الأسطورة والنفط :
د. محمد عبدالله المطوع
ماذا يريدون من السعدون؟!:
المحامي نايف بدر العتيبي
مرور العاصمة.. والألفية الثالثة:
باقر عبدالرضا جراغ
من لأطفال فلسطين؟!:
عبدالله عيسى الموسوي
العم حمدان الرجل الصعيدي والتنمية الاقتصادية:
سعاد بكاي
مهندس كويتي قتله طموحه:
المهندس محمد فهد الظفيري
نورية الصبيح والتيارات الدينية:
بدر الفرج
السلام العالمي:
د. عبدالعزيز يوسف الأحمد
(إلا دستور بلادنا.. والكويت في مصر):
محمد جوهر حيات
حقيقة آخر أبريل..
بنانا التحتية "خرطي"... والغرقة قدرنا!:
خالد عيد العنزي*
انتقال الحذاء من القدم إلى الرأس:
د. فاطمة البريكي
مقالب في الأجواء:
فاطمة ماجد السري*
حتى تكون لحياتنا قيمة:
ياسر سعيد حارب
هيكل ولكن بضخامة جبل:
الدكتور محمد سلمان العبودي