رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 18 أبريل 2007
العدد 1770

مقالب في الأجواء
فاطمة ماجد السري*
* ????? ????????

جاءتني فكرة كتابة هذا المقال وأنا في الأجواء ما بين عاصمة (دار زايد) بأبوظبى متجهة الى مطار بانكوك في رحله علاجية فتذكرت بعضا من المواقف التي تعرضت لها خلال سفراتي المختلفة·

من أجمل الألعاب التي حرصت على اقتنائها لعبة الطائرة التي تمشى وتنزل من  درجها المضيفة بلباسها الأزرق الفاتح بعد وقوفها، وكنت أفرح بلعبة الطائرة أكثر من لعبة ( العرائس) التي تحرص البنات على اللعب بها وكانت من أجمل اللحظات التي أتذكرها هي عند ذهابنا أنا ووالدي بالقرب من مطار الكويت لمراقبة حركة الطائرات من الصعود والهبوط··

أول تجربة لي في رحلات الطيران بطفولتي من الكويت للشارقة أو دبي سنويا في أواخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن الماضي وعبر شركة الخطوط الجوية الكويتية أو طيران الخليج وأذكر أن أغلبها كانت طائرات ذات مراوح في مقدمتها وكانت الرحلة تمثل لي تجربة جميلة أستمتع بها من بدء الصعود وحتى الهبوط فتبقى بذاكرتي كطفلة أحلم بها كل عام وترتبط عندي كلما شاهدت أغنية الفنان الكويتي القدير عبدالكريم عبد القادر المصورة وهو جالس بالقرب من نافذة الطائرة (أنا رديت لعيونج وأنا رديت··· ولج حنيت مثل ما يحن حمام البيت··· أحبج حب يا روحي ما حبه أبد إنسان)·

وأول رحلة لي دون الأهل وهى من التجارب التي لن أنساها، رحلة فريق المرشدات في يناير 1980م لمدة 13 يوما وعبر مطار دبي بطيران عالية لزيارة المملكة الأردنية الهاشمية·

وتنوعت الرحلات ما بين السياحية والدراسية والعلاجية والعمل وما بين رحلات طويلة وقصيرة وخلال مختلف فصول السنة، ركبنا طائرات بأحجام مختلفة بدءا من 50 راكبا وحتى 400 وذات طابق وطابقين، طائرات نزلنا من خلفها وأخرى بخراطيم أو الدرج وركبنا كافة الدرجات من السياحية الى رجال الأعمال والأولى، وكلّ له خصوصيته وكلما تدرجت للأعلى شعرت بالفرق للأفضل·

قد تصادف أشخاصا من كافة الجنسيات وتتعرف على أحدهم وتستمر طوال الرحلة أو حسب المعرفة أو تواجه حالات إنسانيه من مرضى وذوي احتياجات وكبار السن في حاجة الى رعاية وأطفالا يعانون الألم من ضغط الطائرة أو أحد الركاب المزعجين الذي يتحرك بكثرة ويهز الكراسي التي أمامه أو من حوله  وتقابل أصحاب أعمال مختلفة من طلبة، سياح، خبراء، فنانين، لاعبين، إعلاميين·

أول مقلب تعرضت له كان على الطيران الإفريقي في رحلة من مومباي الى كراتشي ووصلنا الفجر ونزلنا المطار للترانزيت وتفاجأنا بأن الحمامات مغلقه ثم ركبنا طيران الخليج للعودة للشارقة ولم تقلع الطائرة لمدة ثلاث ساعات بسبب عدم إغلاق باب الأمتعة·

وفى أول رحلة لي لعاصمة الضباب لندن على الطيران السنغافورية هبطت ترانزيت بمطار زيورخ بسويسرا خمس ساعات ولم تقلع بسبب الإضراب العام بمطارات بريطانيا وبعد أن أقلعت ووصلت لمطار هيثرو تلقت الأوامر بعدم الهبوط بسبب استمرار الإضراب وبقيت معلقة ما بين السماء والأرض تدور من لندن حتى اسكتلندا فاستغرقت الرحلة من دبي الى لندن 18 ساعة·

وتعتبر المطارات البريطانية من أكثر المطارات التي تعرضنا فيها للتأخير بسبب ما تشهده من إضرابات عمالية·

وفى إحدى سفراتنا الصيفية للعاصمة الأردنيه عمان قررنا أن نسافر الى القاهره وعند وصولنا تفاجأنا بضياع الحقيبة التي تحمل كافة مستلزماتنا·

وبعام 1993 سافرنا للعلاج للعاصمة التجارية الهندية مومباي صادف ليلة سفرنا للعودة تعرض البلاد لزلزال قوي بلغت شدته 6.5 على مقياس رختر فقررنا الذهاب للمطار قبل الوقت والى أن صعدنا الطائرة ونحن نشعر بالهزات الارتدادية·

وفى صيف عام 1997 وخلال الاستعداد للعودة للوطن من مطار شارل ديجول بباريس وفى صالة الانتظار شعرنا بحركة سريعة وإخراج الركاب من الصالة بسبب وجود حقيبة ارتاب بها الأمن فتم إخلاء المكان وتفجيرها لمعرفة ما بداخلها·

وبعد مشاركتنا في منتدى (المرأة والنزاعات المسلحة) ببيروت مارس 2003 كانت الظروف المناخية سيئة بالإمارات بسبب الضباب الكثيف فأخذت الطائرة تدور ما بين دبي والدوحة لمدة ساعة ونصف والكل ينظر لخريطة الطائرة ويترقب القرار حتى تحسنت الأجواء وهبطت بسلام بعد أن عاش من ينتظرنا ساعات من الخوف والرعب·

وأهم ما في السفر دخولك للمطار ولحظة الاستقبال فقد تستقبل بالهدايا والورود والابتسامة الترحيبيه أو بما أننا عرب قد نكون شبهة أو في نظر البعض إرهابيين أو أشكالنا مريبة إذا كانت معنا إحدى السيدات الكبار في السن ولابسه (البرقع) فتلفت النظر بينما تم استقبالنا في بعض الأسفار ذات المهمات الرسمية على أساس ملوك ووزراء·

وأكثر رحله ركبت فيها طائرات كانت خلال مشاركتي بإحدى الدورات بالولايات المتحدة الأمريكية في مايو 2004 لمدة شهر 9 طائرات من أقصى شرق القارة الى غربها·

وأجمل ما في الرحلات رحلة العودة للديار بكل لهفة وتزداد ضربات قلبك كلما اقتربت الطائرة من الهبوط وأنت تنظر من النافذة لمدينتك وتشاهد أهم معالمها وربما منزلك أو مقر عملك وتشعر براحة عند دخولك من أهم مطارات العالم لتمضى فيه دقائق معدودة لتخرج بعدها وتحكى لأهلك وأصدقائك عن رحلتك·

وبالرغم من المواقف التي تتعرض لها ولكن يبقى لكل رحلة نكهتها وتبقى حركة الطائرات في صعودها وهبوطها من أجمل اللحظات التي ما زلت أستمتع بها منذ طفولتي وحتى الآن·

وإن كان حلم الطيران يراودني باستمرار فسوف يبقى أحد أهم أهدافي بعد التقاعد لأجوب العالم دون ارتباطات·

* كاتبة إماراتية

�����
   
�������   ������ �����
مقالب في الأجواء
 

وطنية زعماء المعارضة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الإنسان، موقف!!:
سعاد المعجل
"رجل شجاع":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
إلا الدستور
... وحتى الدستور!:
فهد راشد المطيري
مشاكل:
على محمود خاجه
الكتابة.. فن ومهارة:
علي سويدان
الأسطورة والنفط :
د. محمد عبدالله المطوع
ماذا يريدون من السعدون؟!:
المحامي نايف بدر العتيبي
مرور العاصمة.. والألفية الثالثة:
باقر عبدالرضا جراغ
من لأطفال فلسطين؟!:
عبدالله عيسى الموسوي
العم حمدان الرجل الصعيدي والتنمية الاقتصادية:
سعاد بكاي
مهندس كويتي قتله طموحه:
المهندس محمد فهد الظفيري
نورية الصبيح والتيارات الدينية:
بدر الفرج
السلام العالمي:
د. عبدالعزيز يوسف الأحمد
(إلا دستور بلادنا.. والكويت في مصر):
محمد جوهر حيات
حقيقة آخر أبريل..
بنانا التحتية "خرطي"... والغرقة قدرنا!:
خالد عيد العنزي*
انتقال الحذاء من القدم إلى الرأس:
د. فاطمة البريكي
مقالب في الأجواء:
فاطمة ماجد السري*
حتى تكون لحياتنا قيمة:
ياسر سعيد حارب
هيكل ولكن بضخامة جبل:
الدكتور محمد سلمان العبودي