رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 26 أبريل 2006
العدد 1725

العلم والخرافة السياسية!!
د. محمد عبدالله المطوع
malmutawa@albayan.ae

ما قد حدث خلال ثلاثة عقود من الزمن، لا يمكن معالجته خلال خطة خمسية، أو قرار إداري، بل هو بحاجة إلى خطة قصيرة المدى، وأخرى بعيدة المدى، كيف ذلك؟ هذا هو السؤال الأساسي·

إن ما حدث، خلال الثمانينات، من القرن الماضي، والذي كان من نتائجه المتطورة في الوقت الراهن أو تلك التي تبرز بين الفينة والأخرى، وربما في الزمن القريب، يؤكد على أن المنظومة القيمية، لدى ذلك الجيل، والذي أصبح جزءاً من نسيج المجتمع، والفاعل في حياتنا، وخاصة في مجال العملية التعليمية، بات وما يزال يؤثر، حتى هذه اللحظة، من خلال التواصل مع الأطفال والشباب في هذا المجتمع· ولا يمكن معالجة الخلل القيمي، بإحداث صدمة حضارية، من خلال استخدام مناهج لا تدرك الطبيعة الحضارية والثقافية لهذا المجتمع· فلم تعد معادلة النقاب والبكيني حلاً لمشكلة اجتماعية خلقت ظاهرة التطرف في المجتمع، وهذه الظاهرة الواضحة المعالم، التشبث بالتراث والمعاصرة، في آن واحد، هي في واقع الأمر قد تخلق جيلاً غير منتم لهذا المجتمع، ولا ينتمي لحضارة القرن الحالي، فلا هو ملتزم بالحد الأدنى من قيم الشرق ولا هو على بينة من المنظومة القيمية الغربية، التي تقدر العقلية العلمية، وتحترم العمل والوقت، ولا تعيش حالات الازدواجية في السلوك اليومي، حيث إن البشر، سواء كانوا من الذكور أو الإناث، لهم الحقوق نفسها وعليهم الواجبات نفسها، فالفرد له الحق في اتخاذ ما يراه مناسباً·

  وهنا يبرز للسطح، تساؤل حول الهامش الذي يقع بين ذاك وهذا؟ والمقصود به الوسطية، أو تلك التي تراعي المعادلة الصعبة بين العلاقة بين الشرق والغرب، أو أولئك الذين يحافظون على خصوصية المجتمع وفي الوقت نفسه يتم الاستفادة من  الثقافات الأخرى، سواء كانت ذات طابع عربي أو آسيوي أو أفريقي· أو حتى من الحديقة الخلفية للدولة العظمى·

  من المؤكد، أن المجتمعات، التي تمر بمرحلة التغيير والتطور، تعاني من حالة عدم الاتزان، وتتداخل عوامل عديدة في ذلك، منها ما هو داخلي، أي كيفية التفاعل، مع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومع تأثيرات الخارج، وخاصة في مرحلة الثورة المعلوماتية، وثورة الاتصال· ومن المعلوم أن المجتمع المحلي، هو من المجتمعات، التي تساهم في ذلك الانفتاح، في تغير الكثير من الثوابت فيه، وفي الوقت ذاته، خلق أجواء لأولئك الذين ليس لديهم استعداد لقبول هذا التغير!! والسؤال لماذا يحدث هذا في عصر المعلومات والمعرفة، والذي يترك للأفراد حرية التفكير، بل حرية الاختيار· فأنت تعيش في عالم حر، عالم يسمح لك من دون رقيب أو حسيب، أن تختار القناة التلفزيونية التي تريد مشاهدتها، أو قراءة الجريدة اليومية التي تعتقد إنها تعبر عنك، أو هي قريبة من أفكارك، لم يعد ذلك الرقيب الذي ظل يتحكم فيك على مدى عقدين من الزمن·

مما لا شك فيه، إن الخلفية الثقافية، والتي تشكلت لدى الجيل الجديد، هي التي تتحكم في سلوك الأفراد، آخذين بعين الاعتبار ان جيل اليوم، هو نتيجة المرحلة السابقة، وخاصة أجواء الحرب الباردة أو الساخنة، فهو حصيلة تلك الأجواء، التي مجدت التطرف السلوكي لدى اليافعة من الناس، وهي التي شجعت على محاربة العقلية العلمية، ودفعت بسفينة الانحياز نحو الماضوية العقلية· وفي هذا السياق ساهمت في نشر الثقافة المتطرفة وغير العلمية، ورسخت أطروحات الدعاة وليس العلماء، أو المفكرين· ولم يخطر على بال أحد، أن ذلك بداية لمرحلة جديدة، هي مرحلة العصور الوسطى، بل قد تكون أشد خطورة من ذلك، في ظل التقدم العلمي·

إن المأساة الكبرى، أن النوايا الطيبة، قد تؤدي إلى الهلاك، فكم ساهم مساق الفكر الإسلامي، الذي يدرس في الجامعات، وهو أبعد ما يكون عن الفكر الإسلامي، في خلق جيل يؤمن بالتعددية، وباحترام الآخر، وفي المقابل ساهم عدم العدالة والمساواة في السياسات الدولية إلى خلق جيل يسعى إلى نسف الآخر المغاير· وخاصة حينما أدرك الجيل الحالي، وهو إحدى نتائج السياسات السابقة أن مجرى النهر واتجاهاتها قد تحولت إلى مسار آخر!!

إن هذا الحديث يجرنا إلى التركيز على أهمية وجود خطة، سواء كانت خمسية أو عشرية أو حتى عشرينية، لإنقاذ المجتمع، وبالتالي استمرار المجتمع، بشكل من الأشكال، آخذين بعين الاعتبار أن الطوفان حينما يحدث لا يرحم أحداً، وأن الحلول البسيطة، أو الإعلامية ليست هي العلاج لذلك الداء، والذي قد يكون سرطان، يؤدي إلى موت الجسد· أن المجتمعات الحديثة، تسعى دائماً إلى خلق الطبقة الوسطى، والتي قد تكون، وهي دائماً، المنقذ من الدمار·

وهنا أتذكر ذلك الأستاذ الجامعي، الذي دائماً كان يكرر مقولة مفادها، أن دمار الأمة ناتج عن داروين وماركس، وهو الأستاذ، الذي درس مئات الطلبة من أبناء الوطن؟ ألم يكن من الأجدى؟ أن يناقش أفكار أولئك، بدلاً من خلق عقلية رافضة للآخر من دون علم، إنه يذكرني بذلك الذي ما يزال يعتقد أن الأرض مسطحة، وإن الوصول إلى القمر هو بذاته الكفر!!

من الواضح أن الصرح العلمي، كان مصنعاً للعقلية الخرافية، في زمن الثورة العلمية، وللحديث بقية!!   

رئيس وحدة الدراسات – البيان

malmutawa@albayan.ae

�����
   
�������   ������ �����
من يدفع ثمن الصراع؟
احترام العقل الإنساني
ما بين عامي 1956- 1967!!
بوش: انقل تمثال الحرية!!
وداعاً للعاطفة... الحل هو العقل؟!
المنتدى الإعلامي العربي
الأسطورة والنفط
من هو الأهم؟
الإنسان هو الأقوى
دبي.. هي الرؤية المستقبلية
المعذرة سيد سماحة
مهلا سيد بلير!!
استراحة المحاربين
الرقم السابع يطرق الأبواب
قراءة أولى في الانتخابات
المشاركة رؤية وطنية
إرادة الإنسان هي الأقوى!!
المحافظة على حلم جميل !!!
الوطن في مرحلة جديدة
  Next Page

الفهد وليس شرار :
عبداللطيف الدعيج
بنات الرياض ودعاء "الحش" "1":
سليمان صالح الفهد
نظرية في الدوائر!!:
سعاد المعجل
التمثيل النسبي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
العلم والخرافة السياسية!!:
د. محمد عبدالله المطوع
خمسة وبس:
المحامي نايف بدر العتيبي
تصريح مليء "بالمغالطات":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
لابد من العلمنة وإن طال السفر:
د. محمد حسين اليوسفي
منع الإدانة "إرهاب":
عبدالله عيسى الموسوي
"أشياء تنرفز":
على محمود خاجه
الغزو من الداخل:
د. فاطمة البريكي
شعوبية جديدة:
د. لطيفة النجار
بالضبط سيادة النائب ما مشكلتك؟؟:
د.ابتهال عبدالعزيز أحمد
التربية الأسرية والعنف:
د· منى البحر