حضرت هذا الأسبوع بدعوة كريمة من الأخ أحمد لاري ندوة قيمة حاضر فيها الأخوان أحمد الديين ود·محمد الفيلي حول القوانين المناقضة للدستور··
ولقد أبلى المحاضران بلاء حسنا في تبيان هذا النوع من القوانين ونقاط الاختلاف مع الدستور وأدار الأخ أحمد لاري الندوة باقتدار··
ولكن ما لفت الانتباه هو الورقة التي وزعها الأخ لاري وهي عبارة عن مقتطفات من كتاب النظام الدستوري والمؤسسات السياسية في الكويت للدكتور المرحوم عثمان عبدالملك الصالح - رحمه الله - والذي مع قدمها تتكلم عن الواقع الحالي وكأنه يعيشه حيث يقول:
"إن مكامن الحرية هي ضمائر حية وقلوب زكية وعقول ذكية فإن خمدت روحها في مكانها فلا دساتير تنفع، ولا قوانين تردع ولا محاكم تمنع من أن يحل محلها القهر والقسر والاستبداد والحجر وينكس العدل رأسه ويعم الظلم وتتعالى صيحات النفاق وتغني شياطينه على أنغام الطبقية والمحظوظية والمحسوبية، قصائد المدح الوثني الذي يمتهن آدمية الإنسان ويزري بالمادح والممدوح"·
"أما إذا عاشت الحرية حقيقة في الضمائر والأفئدة والأذهان فليست بحاجة إلى دساتير ولا قوانين ولا محاكم لتنبت شجرة تخرج شطأها فيستغلظ فتستوي على سوقها، تورق الخير وتزهر المحبة وتثمر الأمان"·
ما سطره المرحوم عثمان عبدالملك الصالح يحكي الواقع الأليم الذي يعيشه الناس إذا أبعدت عنهم مكامن الحرية··
لذا فإن القوانين التي تُسن يجب ألا نعتمد بها على إجماع "مزيف" أو إجبار أو شراء ضمائر·· لأنها في النهاية لن تكون قوانين محترمة··
أما نسائم الحرية وأجواؤها واحترام الإنسان لإنسانيته والمواطن لمواطنته فهي الأسس التي يجب أن تبنى عليها الدول وتعيش على أساسها الأمم··
وهذا يدعونا اليوم لأن نعيش روح الدستور الكويتي الذي أسسه المرحوم عبدالله السالم الصباح مع رجالات المجلس التأسيسي عام 1961 الذي يتعامل معه البعض - كما يقول الأخ أحمد الديين - "كخطأ تاريخي يجب تصحيحه!"·
وكل ذلك يحتاج كما يقول الأخ د· محمد الفيلي إلى "وعي المواطن"· وهذا ما تهدف إليه أمثال هذه الندوات الهادفة· |