رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 26 ذو القعده 1426 هـ . 28 ديسمبر 2005
العدد 1709

هل يريدون بيع البلد؟!
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي

تنص المادة (152) من الدستور على ما يلي:

"كل التزام باستثمار مورد من موارد الثروة الطبيعية أو مرفق من المرافق العامة لا يكون إلا بقانون ولزمن محدود وتكفل الإجراءات التمهيدية تيسير أعمال البحث والكشف وتحقيق العلانية والمنافسة"·

يبدو لي أن حكومتنا العتيدة لم تسمع بهذه المادة أبدا وتحاول جاهدة خلق الحجج والأعذار للالتفاف على الدستور لتحقيق مصالح شخصية لبعض الأطراف سواء داخل الحكومة أو خارجها، محاولة بذلك تضليل الرأي العام بأن تطوير حقول الشمال يحقق مصالح للدولة في السنوات المقبلة، وفي الحقيقة إن تجارب الحكومة في ذلك الجانب سواء عبر إدارتها أو استثماراتها لأغلب المشاريع التي تتعلق بالثروة القومية أو الطبيعية يندى لها الجبين، وما حصل أخيرا من أحداث وتداعيات في قضية "هاليبرتون" إلا خير شاهد على ذلك التعامل الفاشل مع تلك الثروة، وهو ما أكده تقرير اللجنة الخاص بالتحقيق في تلك القضية·

أقول ذلك وأنا أستغرب إصرار الحكومة على الحصول على تفويض من المؤسسة التشريعية لإدارة واستغلال واستثمار ثروتنا النفطية من قبل الشركات الأجنبية ولماذا يا ترى تريد الحكومة إخفاء المعلومات والعقود عن ممثلي الشعب بجميع تفاصيلها، ولماذا ترغب الحكومة بتفصيل قوانين لصالح أطراف لهم مصالح مع تلك الشركات الأجنبية سواء كوكلاء أو كمتعهدين ضاربة عرض الحائط بأحكام الدستور ومواده·

ولماذا يا ترى تريد الحكومة استنزاف هذه الثروة وزيادة الإنتاج؟! وهل السوق العالمي يحتاج الى هذه الزيادة وقادر على استيعابها؟!

وعلى الفرض الجدلي المحض إن تمت تلك الزيادة في الإنتاج فهل سيحافظ برميل النفط على سعره الحالي أم لا؟!

إننا من هذه الزاوية لا تستطيع الى أن نبدي احترامنا وتقديرنا الشديد لموقف أولئك النواب العشرين الذين رفضوا وما زالوا تفويض الحكومة في حقول الشمال مبدين موقفهم المبدئي من الدفاع عن الدستور من جهة والحفاظ على الثروة الطبيعية من جهة أخرى، ونطالب جميع الأعضاء أن يحذوا حذو زملائهم من هذا الموقف الرائع والذي سيسجله التاريخ لهم بأحرف من نور، ويجب على الشعب الكويتي بأكمله وبجميع مؤسساته الوقوف والتصدي لكل تلك المحاولات التي تسهل سلب ونهب الثروة النفطية الطبيعية فهي ملك الكويتيين جميعا·

كذلك لا يفوتنا أن نوجه عظيم الشكر والتقدير رافعين القبعة الى تلك القلعة العريقة المسماة ديوان المحاسبة والقائمين عليه فما زال ذلك المرفق خط الدفاع الأول والأخير في الحفاظ على المال العام من السلب والاستيلاء·

                                                      ***

كم أعجبتني تلك الأبيات الجميلة للرائع الشاعر معروف الرصافي في تناوله لسياسة البلد الداخلية·

علم ودستور ومجلس أمة

كل عن المعنى الصحيح محرف

أسماء ليس لنا سوى ألفاظها

أما معانيها فليست تعرف

أفهكذا تبقى الحكومة عندنا

كلما تموه للورى وتزخرف

كثرت دوائرها وقل فعالها

كالطبل يكبر وهو خال أجوف

�����
   

دروس معاوية!:
الدكتور محمد سلمان العبودي
الندوات الهادفة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
أزمة مع التاريخ:
سعاد المعجل
هل يريدون بيع البلد؟!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
محكمة يُنعت فيها الشهداء بالكلاب!!:
محمد بو شهري
المواءمة·· "لولا الوئام لهلك الأنام":
مسعود راشد العميري
حكومة الدوائر:
يوسف الكندري
ماذا لو لم يكن أحمدي نجاد؟!:
عبدالله عيسى الموسوي
مفترق طرق:
عبدالعزيز حميدان الدلح
حب إيه···:
د.ابتهال عبدالعزيز أحمد
باختصار نحتاج إلى···:
محمد جوهر حيات
عندما نخطئ:
المحامي نايف بدر العتيبي