رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 12 ذو القعدة 1426 هـ - 14 ديسمبر 2005
العدد 1707

حدث بالجامعة والجامع
يوسف الكندري

نشرت صحيفة "القبس" يوم الخميس الماضي حدثين يندى لهما الجبين· حيث كان الحادث الأول في كلية الهندسة والبترول التي تعتبر من أعالي الصروح الأكاديمية بالدولة، حيث قامت مشاجرة بين أنصار قائمة "الهندسية" وأنصار قائمة "العلمية" التابعة لقائمة "الائتلافية" لسان حزب الإخوان المسلمين بالجامعة·

وكانت الأسلحة المستخدمة بالشجار العُقل والعصي بعدما اتفقت القائمتان على خلفية حل خلاف ما نشب بالسابق، لكن كانت هناك نية مبيتة للشجار والعراك إذ لم يفلح الحوار مع القائمة "الائتلافية" فقامت بافتعال الشجار ولم ينته الشجار داخل أسوار الكلية بل قام أنصار الائتلافية، وعلى فكرة كان هناك أشخاص من خارج الكلية، بالتوجه لمستشفى الأميري لإكمال وصلتهم بالمصارعة والركل لأعضاء القائمة "الهندسية" حيث كانت الأكثرية "الائتلافية" حيث كان عددهم حسب شهود العيان قرابة 200 شخص، أما القائمة الأخرى فلم يتجاوز عدد أنصارها 20 شخصا·

وأما الحادث الثاني وهو الأمر والأخطر ما حدث في أحد المساجد من اعتداء على إمام المسجد من قبل ستة أشخاص بعد صلاة الفجر، وقام هؤلاء بطعن الإمام وسقوطه وسط بركة من الدماء وهروبهم فارين ظنا أنه مات لكن عناية الله أنقذت الإمام·

ولمعرفة أسباب الاعتداء قال الإمام: إن الأشخاص قد حرضوا من قبل والد أحدهم بدعوى أن الإمام كافر ولا يصلح للإمامة وتوعده بالقتل والسبب خلاف شخصي بين الإمام وهذا الشخص·

وهذان الحدثان إن دلا فإنما يدلان وبشكل واضح أن ثقافة الحوار قد غابت وأصبح منطق القوة والضرب والركل هو الثقافة السائدة والرائدة في يومنا هذا للأسف· فما حدث بكلية الهندسة لهو دليل على أن "الائتلافية" لا تؤمن بالحوار لأن من يقود زمام جمعية الهندسة هي القائمة "الهندسية" المخالفة لرأي وتوجهات وفكر "الائتلافية" وابنتهما القائمة "العلمية"، لأن الإخوان المسلمين يعتبرون من يخالفهم الفكر والتوجه ليس على الطريق القويم والمشكلة أنهم ماسكون بأمور الاتحاد لأكثر من 26 سنة، وإلا بماذا تفسرون اعتداءهم على أنصار "الهندسية" سوى التشويش والإرباك للطلبة، ولا تستغربوا إن قام الاتحاد بإصدار بيان يبين أنه هو المظلوم والمعتدى عليه· ليدس السم في العسل ولكنهم أصحاب ثقافة الغابة حيث البقاء للأقوى وصاحب الأكثرية هو صاحب الغلبة· أما ما حصل بالجامع فهو دليل آخر على الفكر التكفيري للأشخاص الآخرين هو الحل المناسب والسهل لهؤلاء الناس· والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة: من أعطى الحق المطلق لشخص، الله يعلم ما ثقافته ودرجة تعليمه، بأن يكفر إمام المسجد؟ وقبلها قام المحرض بتقديم شكاوى كيدية لدى الأوقاف والداخلية وعندما لم يجد آذانا صاغية قام بالحل الأسهل والأمثل في نظره ألا وهو تكفير الإمام وحرض أحد أبنائه الذي استعان بأصدقائه لقتل الإمام· وأين؟! بالمسجد حيث لم يراعوا حرمة المسجد ولم يراعوا كبر سن الإمام وذنب الإمام أنه منع الأب من النوم بالمسجد لأكثر من مرة لأن القانون يمنع النوم بالمساجد·

وأرجو كل الرجاء ممن يقول: إن الاعتداء على الإمام حالة شاذة ولا تحصل في كل مرة أن لا يكرر ذلك ثانية· وأقول إذا سكتنا هذه المرة فعلى الدنيا السلام وهي بالفعل في الوقت الحاضر على الدنيا السلام لأن ثقافة إلغاء الآخر وعدم احترام الرأي وإن كان الطرف الثاني مخالفا لفكري هي الرائجة اليوم، مما شكل بالمجتمع عندنا اليوم المغالاة بالغلو في كل شيء وخاصة عند أصحاب التوجهات الدينية· لأن من تختلف معه بالرأي تراه يشتمك ويسفه من آرائك وأنك لا تفهم والسبب أنك خالفته بالرأي· أما الجماعات الدينية أصبحت تعد النسمات على عباد الله وتكفر كل من ليس معها وزيادة في غلوها وتعنتها أصبحت ترّوج لنفسها بأنها صاحبة الدين الحق· وما الائتلافية إلا إحدى صور هذه الثقافة المتخلفة· وبالأخير لا أعول على الحكومة بأن تفعل شيئا إزاء هذه الظاهرة التي تدمر ولا تبني لأن الحكومة عندنا لا تتعلم من الدروس الماضية وما أحداث "خلية أسود الجزيرة" الإرهابية ببعيدة عنا لأن بين الحكومة والجماعات الدينية رباطا وثيقا وقويا "زواج كاثوليكي" لا يمكن فكه إلا بمقدرة إلهية· لكن أتعشم وأرجو من الأفراد القلة الباقية بالمجتمع التحرك لنشر وعي حضاري يخدم البلاد والعباد ونشر ثقافة التسامح والاحترام وإبداء الرأي واحترامه وإن كان مخالفا وتوضيح أن فروع الأفكار التي تدخل علينا من كل حدب وصوب باسم الدين فإن الدين منها براء وكذلك غيرها من الأفكار الرجعية· "إذا فات الفوت ما ينفع الصوت، والله كريم·

�����
   

صدام في قفص الاتهام:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
استراتيجية النصر!!:
سعاد المعجل
البورصة··· خارج عن القانون!!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
عرض جيد···
فلماذا كل هذا العويل؟!:
محمد بو شهري
قيام الأحزاب بين المعارضة والتأييد والتحفظ:
مسعود راشد العميري
ظاهرة اسمها هوغو شافيز:
د. محمد حسين اليوسفي
الفساد·· مرة أخرى:
محمد موسى الحريص
حدث بالجامعة والجامع:
يوسف الكندري
السيدةأمريكا:
فهد الكندري
قيود النساء والدوائر!:
محمد جوهر حيات
قيود النساء والدوائر!:
محمد جوهر حيات
اللباس المناسب:
على محمود خاجه