تمر هذه الأيام ذكرى وفاة المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح رحمه الله حاكم الكويت الحادي عشر ومؤسس الدولة الحديثة، هذا الرجل سبق عصره ما كان الذي كان عليه لولا التفاف رجال صادقين حوله·
من هنا سأطرح بعض القضايا التي كانت في ذلك العصر مقارنة بوضعنا الحالي· الشيخ عبدالله السالم أصدر الأمر الأميري لعامي 1953 و1956 من شأنهما حفظ الأملاك العقارية من المتنفذين أما اليوم فهي مستباحة تحت حجج واهية كما صدق الشيخ عبدالله السالم على الدستور الصادر في 11 نوفمبر 1962· منذ صدور الدستور والى الآن جرت محاولات لوأد الديمقراطية وتفريغ الدستور من محتواه وعندما حدثت مشكلة بين المجلس والحكومة عام 1964 لم يحل المجلس وإنما أقيلت الحكومة إيمانا منه بأن المجلس يمثل الأمة وأن الحكومة يسهل تغييرها أما وقتنا الحالي فقد وصلت الأمور الى حد أنه لو حصل اصطدام بين سيارتين لوحت السلطة بحل المجلس·
الشيخ عبدالله السالم عندما أنشأ ثانوية الشويخ التعليمية والتي احتفل قبل أيام قليلة بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشائها فإن هذا يظهر سعة أفق ذلك الرجل ورعايته للنهضة التعليمية للبلاد أما الأن فنحن نسمع عن المدينة الجامعية منذ عشرين عاما وحتى الآن لم تر النور·
الشيخ عبدالله السالم كان متفتحا ذهنيا ولم يؤثر فيه المتزمتون حتى ينغصوا على أهل الكويت أفراحهم أما اليوم فهناك فئة تقيم الدنيا ولا تقعدها إذا سمعت عن حفل سيقام لفنان أو لفنانة وذلك بسبب هذا التحالف مع السلطة لتنغيص الفرحة على الناس وتحويل المجتمع الى كآبة·
الشيخ عبدالله السالم عندما كانت أزمة تهديد عبدالكريم قاسم جمع كبار رجال أهل الكويت واستمع الى رأيهم وأخذ بنصيحتهم فحقق المبدأ الإسلامي "ما خاب من استشار"· أما اليوم فأُقصي المخلصون واستبدلوا بالمنافقين الذين لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية·
الشيخ عبدالله السالم أحب شعبه فأحبوه وبادروه بالحب نفسه، فهو عالق في قلوبهم وذاكرتهم فالحديث عن الشيخ عبدالله السالم يطول ويطول بسبب عظمة إنجازاته لشعبه ووطنه وأسرته، وأقول اليوم بالإمكان وبكل سهولة أن تنتهجوا خط الشيخ عبدالله السالم وأن تبدلوا الفاسق بالصالح وأن يفعل القانون وأن تصبح الكويت بلد القانون والدستور بذلك سيدخل أي شخص التاريخ وميزة هذا الشعب الوفي لا ينسى بأن يكون هناك مزيد من الحريات والحفاظ على الديمقراطية وتوسعتها بعد ذلك سيسجل التاريخ بأحرف من نور على من أعاد الأمور الى نصابها الصحيح، فقط إذا وجدت العزيمة والإرادة·
من هنا يصدق فينا قول الشاعر: "وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم"
yalmubaraki@hotmail.com |