معرض الكتاب الثلاثين المقام في أرض المعارض الدولية بمشرف، هذا المعرض الذي يضم دور نشر مختلفة ومن مختلف أرجاء الوطن العربي، هو المعرض نفسه الذي يتوجب عليه أن يكون منبرا حرا للثقافة وتوسعة المدارك، وهو المعرض نفسه الذي استمر على مدار ثلاثين دورة وهذا ما يجعلنا نتوقع بأن يرتقي هذا المعرض الى الأفضل مع كل دورة من دوراته، إلا أننا وللأسف الشديد نصطدم بواقع مرير ورقابة غريبة تمنع ما تشاء من الكتب من أعرق دور النشر التي كان لتاريخها الحافل دور كبير في تطور الشعوب، فقد طالت تلك الرقابة البغيضة كتبا من دور نشر لها مكانتها كدار الأهرام والمركز الثقافي العربي ودار الآداب أيضا·
فأي تخلف هذا الذي يعتقد بأن مصادرة الكتب من المعرض يمنع وصولها الى العقول بكل الوسائل والطرق سواء عبر الإنترنت أو تناقله بين القراء أو حتى تكبد عناء السفر من أجل اقتناء كتاب ما، إن ما يحدث من استخفاف بعقول القراء يجب الوقوف عنده، فالقراء لهم عقولهم التي يجب أن تحترم وتصان ولن يستطيع جهاز رقابي سخيف بأن يقتل التفتح الثقافي ولن يستطيع كائن من كان بأن يحجر على العقول، ألم يكف المتخلفون ما وصلنا إليه من اضمحلال فكري؟ ألم يكفهم فقر مداركنا المخجل؟ لماذا يتصور البعض بأننا أدوات مسيرة عند من يكتب الكتب فنسير وراء نظرياتهم وأفكارهم دون تفكير أو إدراك؟ إن الله تعالى أنعم علينا بنعمة العقل الذي ميز به البشر عن سائر المخلوقات الأخرى، هذا العقل الذي يستطيع أن يرفض أو يكتسب المعلومات التي يتلقاها· فماذا يريد الظلاميون بمنعهم للكتب والأفكار والآراء؟ فأي ظلام هذا الذي يمنع كتبا من دور نشر لها اسمها المحفور في عالم الثقافة عبر السنين ليأتي جهاز رقابة مبهم القوانين ويمنع كتبا نشرت في المملكة العربية السعودية! وكيف لنا أن نجرؤ على القول بأن الكويت واحة فكرية حرة وهناك من يسعى الى التعامل مع البشر كمخلوقات لا تملك الفهم والمنطق؟ وكيف لنا أن نجتث هذا التخلف المريع الذي يسعى الى حرماننا من أجمل وأروع ما نملكه وهو القدرة على التفكير؟
إن هذا التخلف المرعب يتجاوز وزير الإعلام بل يتجاوز مجلس الوزراء ومجلس الأمة لأن البعض استطاع وللأسف الشديد عبر السنين زرع هذا التخلف في القلوب، فجعلوا الرأي الآخر كفرا والليبرالية إلحادا، ولن ينصلح الحال ما لم يكن هناك رغبة حقيقية وعامة في الإصلاح الفعلي لا الإصلاح الذي أنهكنا سماع أناشيده وأغانيه دون أي تطبيق فعلي·
a-m-khajah@hotmail.com |