| من المستغرب أن الصحف الكويتية تنشر يوميا بيانات وتصريحات لمواطنين شيعة وعلماء دين يهاجمون فيها الحكومة وخصوصا وزارة التربية حول وجود مناهج تعليمية تهاجم فيها المذهب الجعفري·· والأغرب أن الحكومة تقف صامتة أمام هذا الأمر! وهنا نتساءل إذا كان الموضوع صحيحا فإن تصريحات المواطنين والعلماء الشيعة في محله ولا بد من محاسبة هذه الحكومة لاستخدامها المناهج "الطائفية" ضد فئة من المواطنين ولاستخدام "الدين" لشق المجتمع الى قسمين وفئتين متناحرتين؟
أما إذا كان الأمر غير صحيح فلماذا تقف الحكومة صامتة وهي تقرأ مع بقية الشعب الكويتي بيانات وتصريحات هؤلاء المواطنين خصوصا أن رئيس الحكومة وأمام رؤساء الصحف قد هاجم هذا النوع من التصريحات واعتبرها فتنة!
فهل الفتنة هي طرح الرأي؟ أم الفتنة هي السكوت عن هذا الرأي إذا كان خاطئا والسكوت عن الخطأ إذا كان بالفعل موجودا في المناهج؟
ونحن نرى أن هذه التصريحات والبيانات التي تنشرها الصحف بدأت تسبب بلبلة في أذهان المواطنين وخصوصا المنتمين الى المذهب الجعفري، مع العلم أن البعض بدأ يطرح وبقوة وبتكرار هذا الموضوع ويدلل عليه بالأرقام والصفحات حيث يشير الى أن هناك مناهج "تكفيرية"! نعم "تكفيرية"! في كتاب الصف الثاني الثانوي في مادة التربية الإسلامية الصفحات 44-47-52·
وقد قام البعض بتصوير هذه الصفحات ونسخها وتوزيعها على الناس ووضعها في الإنترنت كي يرى العالم كله هذه المناهج التي أطلق عليها "تكفيرية" وكيف أن حكومة الكويت ممثلة بوزارة التربية "تكفر" بعض مواطنيها وتقوم بتدريس أبناء الكويت هذه المواد التكفيرية·
وإني أطرح هذا الموضوع لأني أشعر أن سكوت الحكومة هو محاولة لزرع فتنة طائفية بين الكويتيين، بالسماح أولا لهذا النوع من التصريحات والبيانات بالانتشار من دون رد! وإهمال علاج هذا الخطأ إن كان موجودا!
والى أن يصلنا رد رسمي من الحكومة ممثلة بوزارة التربية فإن هذه الأمور ستظل هاجسا لزرع الفتنة في الكويت نرى أن الحكومة أحد أطرافها إن لم تقم بالإجابة الشافية عن هذه التساؤلات وإلا فإن للموضوع بقية···! |