التمثال، هو شكل من أشكال التعبير عن الذات أو عن ما هو محيط بالذات، ونستطيع أن نطلق على صناعة من هذا النوع تسمية الفن·
وهذا التمثال في القديم لم يكن يعبر عن فن فقط بل كان رمزا وتجسيدا لآلهة يعبدها ويقدسها الناس، وطبعا هذه الأشكال من التماثيل انقرضت ولم يعد لها وجود، واقتصر بقاء التماثيل في الناحية التعبيرية لما تخرجه وتنفذه أيدي الفنانين والمبدعين·
ما سبق كان حديثا عن التماثيل المادية، ذات الشكل والوزن والمجسم التي تراها العيون، وتلمسها الأيادي، أن ما نريد الحديث عنه هو التماثيل المعنوية، التي لا نراها ولا نلمسها بالأيدي، هذه التماثيل أي إنسان، فنان مبدع أو معدوم الموهبة، يستطيع خلقها وصنعها إن الكل قادر عن تشكيلها وابتكارها، وهي موجودة في داخل ذواتنا، وهي تتنوع وتتعدد فكل شخص صانع لها ومبتكر، يختلف التمثال الذي يشكله، والذي أيضا يعبده ويقدسه، فمن تمثال المصلحة والمنفعة الذاتية الأنانية، إلى تمثال حب الظهور والوجاهة مرورا بتماثيل النفاق و الكذب والتدليس، هكذا تتنوع وتختلف التماثيل، فكل واحد منا لديه تمثاله ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة، هل نستطيع كسر وتحطيم هذه التماثيل المعنوية التي نعبدها ونقدسها، كما كسّر السابقون تماثيلهم المادية وحطموها؟ وقبل الاستفسار عن هذه الاستطاعة والقدرة، هل نحن أصلا نريد ونرغب ونسعى إلى تدمير تماثيلنا المعنوية؟ |