قداسة البابا يوحنا بولس الثاني المحترم·
أبدأ رسالتي لقداستكم بتحية الإسلام التي تدعو إلى السلام والمحبة في الإنسانية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته·
أما بعد
نمى إلى مسامعنا خبر زيارتك التي عزمت القيام بها إلى العراق في هذا الوقت المزري من حياة أشقائنا العراقيين·
قداسة البابا·· لا شك إنكم تمثلون الروح الإنسانية الطاهرة التي جبلت على فعل أعمال الخير لسعادة البشرية جمعاء، وكما تعلمون فإن رفع المعاناة عن أشقائنا العراقيين التي لا حدود لها، تعتبر من الأعمال الإنسانية العظيمة التي أمرنا بها الله، وأن محي هذا الشقاء الواقع عليهم يتمثل بالطلب من قيادتهم التي أعمى بصيرتها الشيطان إلى الدرجة التي نكلت بهم وبالشعوب المحيطة بالعراق أن يتركوهم ليتدبروا أمورهم لوحدهم بعيداً عن الإعدامات والاغتيالات والسرقات وإلى آخر ما يدمر المجتمعات·
قداسة البابا·· إننا لا نتجنى عندما نذكر ذلك ولكن نرجو ونطلب من الله العلي القدير أن يلطف بالشعب العراقي والأسرى الكويتيين والإيرانيين المحتجزين لدى النظام العراقي·
قداسة البابا·· نستميحك عذراً أن نطلب منك باسم أمهات وأبناء وإخوان وأخوات وآباء وباسم الإنسانية وباسم ضمير العالم الحي وباسم المعذبين في الأرض والراقدين بها بسلام، أن يكون موضوع الأسرى لدى النظام العراقي من ضمن جدول أعمالك··· بارك الله لك بهذه الخطوات، لا شك لدينا أن لك جدول أعمال مزدحما في هذه الزيارة غير الطبيعية للبلد الذي يعيش في وضع غير طبيعي، إن مشاهدتك لبعض الأطفال المرضى واليتامى وبعض الأرامل في زيارتك لأماكن من الطبيعي أن تجد بها ما يعتصر القلب ولكن ما نتمناه من الله أن تتذكر في هذه اللحظات العصيبة أن هناك بعد الأفقين الجنوبي والشرقي لبغداد من ينتظر قدوم أسراهم من المعتقلات العراقية· قداسة البابا ··لقد عاصرتم ورأيتم وسمعتم عن الانتهاكات التي قام بها النازيون الألمان في مختلف البقاع الأوروبية، ولكن في هذا البلد وهذا الوقت ستجدون أضعافا مضاعفة من الانتهاكات الإنسانية والروحية لقدسية الإنسان مما يضاعف من مهمتك إلى أضعاف ما يتصوره العقل، وكلنا أمل بك يا قداسة البابا أن تكون أحد الروافد التي تحاول إزالة الغمة عن الشعب العراقي الشقيق والشعب الكويتي والشعب الإيراني·· بارك الله خطاك لما فيه مصلحة البشرية· وباسم الله وباسم الشعب الكويتي والعراقي والإيراني الذين اكتووا من نار هذا النظام نطلب من الله القدير أن يذكرك بالأسرى والمعتقلين في السجون العراقية وتطالب باسم الحق والعدل والإنسانية أن يُفرج عنهم وترجعهم معك إلى الفاتيكان لنقوم بزيارتك ونهنئك على ما قمت به من جهد إنساني خارق· |