يترأس النظام العراقي الدورة 112 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في 12 سبتمبر الجاري، ممثلاً عن العراق والشعب العراقي، ومن المؤسف أن يمثل أحد أزلام النظام البعثي الظالم العناصر الوطنية من الشعب العراقي ويتحدث باسمهم وهم الذين يعانون من وحشية وقمع النظام نفسه، ففي الوقت الذي وجهت 28 شخصية من مختلف الفصائل العراقية المعارضة رسالة تناشد بابا الفاتيكان العدول عن زيارة العراق "تضامناً مع شعب يكتوي بنار الديكتاتورية" - كما عبرت عنها الرسالة - والعجيب أننا نجد من يدافع عن السلطة السياسية في العراق، مع العلم أن معظم هؤلاء المطبلين ليسوا من أبناء العراق، العراق الذي هجره مثقفوه وخبراؤه وأهل الكفاءة رافضين حكم البعث·
وكما قال النائب عبدالمحسن جمال في قناة الجزيرة في (8/24) إن الحصار ليس منذ تسع سنوات بل منذ إحدى وثلاثين سنة والشعب العراقي في حصار من هذا النظام الدكتاتوري، وعندما استشهد بتقرير اليونيسيف بأن أعلى نسبة وفيات للأطفال تزيد في وسط وجنوب العراق بسبب عدم وصول الغذاء إليهم، لم يعجب الكلام وكذّبه رئيس فريق الملاحظين التابع لبرنامج الغذاء العالمي د· أشرف البيومي، في حين اتهم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة مدير البرنامج الإنساني الدولي في العراق - النفط مقابل الغذاء - بينون سينان العراق أنه "لا يستعمل بشكل كامل عائدات المبيعات النفطية لشراء المواد الغذائية··· نتيجة لذلك لم يكن هناك أي برنامج غذائي لوسط وجنوب العراق" - القبس 8/28 -!!! من هنا يتبين لنا أن أعوان صدام حسين متحالفون مع الحكومة العراقية لتسويق معاناة أطفال العراق لكسب تعاطف الرأي العام العالمي لأغراض سياسية·
من هذا المنطلق لابد أن يكون للقوى والفصائل الوطنية العراقية خطاب سياسي موحد وآلية عمل مشتركة، فملايين العراقيين في الداخل والخارج هم أبناء أرض العراق وأولى من غيرهم في التعبير عن معاناتهم وحقوقهم المسلوبة وبيدهم وحدهم الضغط على المنظمات الإنسانية والأسرة الدولية لتقديم صدام وأعوانه للمحاكمة كمجرمي حرب، وبناء عراق ديمقراطي تعددي يؤمن بمبادئ حقوق الإنسان والحريات والتعايش السلمي مع جيرانه وأصدقائه، وكما تضامنت في رسالتها إلى البابا فلتتضامن في يوم 12 سبتمبر معلنة رفضها تمثيل النظام العراقي القائم، بفضح ممارساته وانتهاكاته اللاإنسانية بحق أطفال وشعب العراق· |