| لقد أخذت قضية الدكتور البغدادي زخما إعلاميا واسعا خاض فيه عدد كبير من كتاب الصحافة سواء من كان معه أم ضده، وسواء من كان على علم وإدراك أم من كان "وين رايحين وياهم"، كما أننا لا نبالغ إذا قلنا إن صدى هذه القضية كان له رنين على بعض الساحات العربية والإسلامية والدولية·
إن العلة ليست فيما كتبه أحمد البغدادي في مجلة "الشعلة الجامعية الطلابية"، وأيضا ليست في الحكم القضائي الصادر بحقه، ونحن لا يمكن أن نعترض على حكم من السلطة القضائية، كما أننا لا نعترض على من رفع الدعوى ضد البغدادي طالما نحن نطالب بالتعددية واحترام الرأي والرأي الآخر أيا كان مصدره·
إنما العلة في قضية البغدادي تكمن في القانون الذي أودى به الى السجن، فإذا أردنا أن نصحح الخطأ ينبغي أن نعيد النظر في مثالب بعض القوانين وأولها قانون المطبوعات والنشر، بحيث يصبح يجاري هذا الزمن·
لقد قرأنا الكثير مما كتب في الصحافة وبيانات بعض جمعيات النفع العام واستمعنا الى الكثير من الندوات والحوار لكن أجمل ما قرأناه في هذه القضية هو ما كتبه الوزير السابق والمفكر الإسلامي يوسف سيد هاشم الرفاعي، في صحيفة "الرأي العام"، في عددها 11798، حيث تعاطف مع البغدادي، وأتى بأدلة شرعية وأحاديث نبوية صحيحة، وأسند قوله بكتب إسلامية فقهية تدرس بالجامعات الإسلامية في مصر والسعودية وغيرهما، وهنا سنوجز قوله بحدود ما يسمح به المجال: "سماحة الإسلام تتسع لغلطة البغدادي لأنه لم يقصد نية التحقير وغيره· فهناك من العلماء الذين تدرس كتبهم قالوا أفظع مما قاله· كما أن المقال الذي نشره في مجلة الشعلة الطلابية، لم يكن مخصصا للنيل من قدر النبي العظيم، وإنما جاءت كلمة "الفشل" استطرادا وفي سياق الكلام عن تطور مراحل الدعوة الإسلامية بين مكة والمدينة حسب فهم الدكتور البغدادي، وهذا الموضوع "عدم نجاح الدعوة في مكة حيث انطلقت ونجاحها في المدينة" إنما هو بإرادة وحكمة وتقدير من الله، ولم يكن بتقصير في جهد بشري من صاحب الدعوة وقائد المسيرة بإذن ربه"·
ويمضي يوسف الرفاعي قائلا: "إن هناك بعد ما تقدم من كون الدكتور استبعد سوء القصد والنية في مقالته، إنه أساء التعبير فاستعمل كلمة "فشل بدلا من كلمة لم ينجح" مما اعتبره بيان فتوى الأوقاف داخلا "تحت باب سوء الأدب" مع الرسول الكريم، وهنا أحب أن أقول: إن غيره من العلماء والمبرزين الذين تدرس كتبهم في الجامعات وكلية الشريعة مع الأسف، قد تجاوزوا ما قاله الدكتور البغدادي، الذي هو رجل أكاديمي وقد يعذر إذا فاتته الآداب الشرعية التي لم يدرسها أو يطلع عليها، ولم يعترض عليهم أحد حتى الآن"·
ويستمر يوسف الرفاعي بمقالته وقد سرد فيها الكثير من الأدلة والبراهين الإسلامية والفقهية مسميا كل شيء باسمه الحقيقي، ومن أراد الاستزادة يرجع الى ما كتبه أبو يعقوب· |