على الرغم من ادعاءاته المتكررة ما زال النظام العراقي يرفض كل المبادرات العربية لحل قضية الأسرى·
فهو رغم تصريحاته بالترحيب بأي وفد عربي في هذا الشأن إلا أن موقفه العملي منها إذا بدأت بالتحرك العملي يكون غير ذلك·
ولعل ما صرح به الشيخ أحمد ياسين للزميلة "الرأي العام" خير دليل على ذلك حيث قال "إن العراق رفض استقباله لمواصلة السعي للإفراج عن الأسرى الكويتيين المحتجزين لديه منذ حرب تحرير الكويت في عام 1990"·
ومبادرة الشيخ ياسين هذه والتي تجاهلها النظام العراقي ولم يتعاون معها ليست الأولى في هذا الشأن، بل سبقتها مبادرات عربية عديدة، لعل من أبرزها المبادرة التي قام بها الملك الحسن الثاني عاهل المملكة المغربية الراحل والتي لم تلق تجاوبا من المسؤولين العراقيين مع أنها تكررت أكثر من مرة·
كما أن مبادرة الدكتور عصمت عبدالمجيد الأمين العام لجامعة الدول العربية لم تكن بأفضل من سابقتها·
وكذلك الحال في مبادرة السفير رشيد إدريس رئيس لجنة حقوق الإنسان التونسية والتي لقيت مصير سابقتيها نفسه·
وبالتالي فإننا في الكويت لا نستطيع المراهنة على هذه المبادرات العربية الفردية بقدر دعوتنا مع العالم العراق إلى الالتزام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن وآخرها القرار رقم (1284) الذي صدر الشهر الماضي، بالإضافة الى دعوته المشاركة في اجتماعات اللجنة الثلاثية التي قطعها منذ أكثر من عام·
فالنظام العراقي يريد تحويل القطيعة من المحافل الدولية وقراراتها لتكون قضية عربية حتى يمكنه بعد ذلك تناسيها لأنه يعلن بأن القضايا العربية - العربية لم تجد حلا منذ سنوات، وبالتالي هذه القضية سيفقدها زخمها العالمي والذي بدأ العالم يقتنع بتسويف النظام العراقي لها دون مبرر وخاصة في بعدها الإنساني ولذلك فإن أبناء قضية الأسرى في محضنها الدولي وقرارات الأمم المتحدة هي أفضل الطرق لإجبار النظام العراقي على التجاوب مع المطلب الإنساني لهذه القضية لأنها تحمل التزاما دوليا لا يمكنه الاستمرار في التهرب منه· |