| أحاديث الدواوين في العشر الأواخر من الشهر الفضيل تردد بقوة احتمالات تعديل وزاري مقبل بعيد عيد الفطر مباشرة وذلك مع عودة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء من رحلة العلاج وفترة النقاهة التي يقضيها في انجلترا، ورغم ارتفاع احتمالات التعديل فإن العادة الحكومية هي بأن "يصرح مصدر رفيع المستوى" بعدم صحة هذه الأقوال جملة وتفصيلا وعدم الحاجة إلى أي تعديل في الوقت الراهن: وفي الوقت نفسه يمضي "المصدر رفيع المستوى" بالتأكيد بأن التعديل الحكومي قضية تدخل في اختصاصات رئيس مجلس الوزراء ويجدر بالصحف ووسائل الإعلام المختلفة استقاء الأخبار المتعلقة بهذه الأمور من مصادرها الرسمية وعدم الالتفات إلى الاشاعات، وخلال بضعة أيام من نفي "المصدر رفيع المستوى" لموضوع التعديل يصدر مرسوم بتعديل جزئي وتدوير شكلي في الحقائب الوزارية، وبناء على العادة الحكومية هذه فإننا نرجح صحة إشاعات التعديل الحكومي المرتقب بغض النظر عن "سيناريوات" التشكيل المعدل والتي قد تعكس طموحات ناشري إشاعات التعديل أو قد تكون مقترحات متداولة من المهم إثارتها في المجتمع لمعرفة رد الفعل الشعبي لها قبل وضعها موضع التنفيذ·
وعلى الرغم أن التشكيل الحالي للحكومة لم يتعد عمره بضعة أشهر وبخاصة أن الدور الأول من الفصل التشريعي الحالي كان قصير المدة بسبب موعد إجراء الانتخابات الأخيرة، وبذلك فلم يتسن بعد للمجلسين أن يختبرا بعضهما البعض بشكل يكفي للحكم بالحاجة إلى تعديل حكومي من وجهة نظر برلمانية لكن الحاجة العملية للتعديل برزت منذ صدور مرسوم التشكيل الحكومي، وستظل الأمور في مكانها ما لم يستهدف التشكيل الحكومي منذ البداية فلسفة محددة تعكس رؤية واضحة للعمل الوزاري واستراتيجية بارزة المعالم لأهداف الحكومة وبرامجها وسياساتها الإجرائية في تنفيذ هذه البرامج، أما التشكيل الوزاري المعتمد على توزيع الحقائب الوزارية ضمن أطر المحددات التقليدية، ومن ثم طرح الأمنيات والطموحات فيما اصطلح على تسميته بالبرنامج الحكومي، مثل هذا التشكيل محكوم عليه بالحاجة إلى التعديل منذ يوم ولادته ولذلك لا نستغرب أن يكون كل تشكيل حكومي مقبل دون مستوى الآمال الشعبية ودون مستوى طموحات المواطن العادي وعلى ذلك ستستمر إشاعات التعديل الوزاري بين كل فترة وأخرى·
ومع قرب حلول عيد الفطر السعيد لا يسعنا بداية إلا التضرع إلى الله جلت قدرته بتقبل صالح أعمالنا خلال هذا الشهر الفضيل وأن يمن علينا "بعيدية" تعديل وزاري على أسس تضمن بقاء الوزارة فترة معقولة من الزمن، إذ يبدو أننا أصبحنا مثل الطليان نغير الوزراء مثلما نغير ملابسنا·· |
