رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 رمضان-11 شوال 1410هـ - 5-18يناير2000
العدد 1410

عام جديد
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

على غير العادة جاءت احتفالات العالم بمولد العام الجديد بشكل أكثر إثارة·· ومن المؤكد أن دخول العام 2000 لا بد أن يثير بعض الحماس والتشوق لدى قطاعات واسعة من البشر في مختلف أرجاء المعمورة، لكن هل سيكون العام 2000 مختلفا عن الأعوام التي سبقته؟ لا يمكن الإجابة عن هذا التساؤل مباشرة حيث لا بد من الانتظار حتى انقضاء شطر مهم من هذا العام، إن لم يكن الانتظار حتى نهايته·· ومن المؤكد أن يلتسين أراد أن يبدأ عاما جديدا في روسيا وقرر من تلقاء نفسه تقصير مدى رئاسته دون الانتظار حتى موعد انتخابات الرئاسة هناك في منتصف العام·· وربما يهدف من ذلك إلى توطيد أقدام خليفته رئيس الوزراء "فلاديمير بوتين" في سدة الحكم، حتى إذا جاءت الانتخابات في موعدها الجديد في نهاية مارس المقبل يكون قد مكّن نفسه من تحقيق أداء سياسي مقنع للناخبين·· ولا شك أن هناك أسبابا أخرى لانسحاب يلتسين من مسرح السياسة أهمها أوضاعه الصحية المتردية·· لكن هل يمكن لأي رئيس أن يواجه المشكلات والمعضلات التي تواجهها روسيا، خصوصا على الصعيد الاقتصادي حيث تتدهور مستويات المعيشة ويتراجع الأداء الاقتصادي في مختلف القطاعات الرئيسية؟

هناك تطورات مهمة في الكثير من البلدان الرئيسية الأخرى  ستجري انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، كما أن الحزبين الرئيسيين الديمقراطي والجمهوري سيكون أمامهما أربعة أو خمسة مرشحين لاختيار اثنين منهم ليتنافسا على منصب الرئاسة·· وقد تكون المنافسة بين بوش الابن من الجانب الجمهوري، وألبرت غور "نائب الرئيس الحالي" من الجانب الديمقراطي، وربما برادلي بدلا من غور·· لكن هل ستكون هناك نقلة في توجهات الحكم على الصعيدين الوطني والعالمي؟ لا أتصور ذلك وقد تستمر السياسة الخارجية من دون تغييرات تذكر اللهم ما يتعلق بالأحداث الساخنة التي قد تواجه الرئيس الجديد خلال سنوات حكمه·· ولا شك أن العالم يتجه الآن، وبعد مرور عقد من الزمن على نهاية الحرب الباردة، باتجاه التركيز على تطوير العلاقات الاقتصادية وحل النزاعات التي تتعلق باتفاقات التجارة، مثل ما اتضح خلال اجتماعات سياتل خلال العام الماضي·· وربما سوف تستغرق هذه القضايا وقت المسؤولين الأمريكيين وغيرهم في الدول الرئيسية الكبرى سواء في أوروبا أو الصين أو اليابان·

ماذا نتوقع من العام الجديد لعالمنا العربي؟ ربما تحدث التغيرات في الأوضاع السياسية، ولكن نتيجة لتطورات طبيعية دون هزات في أسس الأنظمة الحاكمة·· لكن هل ستتوجه الأنظمة الحاكمة نحو علاج المعضلات الاقتصادية والسياسية، أو أنها سوف تتجه الى توسيع قاعدة المشاركة السياسية بما يخلق أطراً ديمقراطية تعزز مكانة هذه الأنظمة لدى شعوبها·· لا شك أن بعض الدول الخليجية مثل قطر والبحرين وعمان قد قطعت على نفسها إنجاز تحولات مهمة خلال الأعوام المقبلة، وقد نرى بعضا من هذه الوعود قيد الإنجاز خلال شهور عام 2000·· وربما تسعى حكومات عربية أخرى مثل الأردن والمغرب الى تعديل أنظمتها الانتخابية بما يمكن من ممارسة ديمقراطية أفضل·· وغني عن البيان أن توسيع القاعدة الديمقراطية للحكم سيمنح قدرات للأنظمة لمواجهة المعضلات الاقتصادية والاجتماعية·

لكن هناك عقبة رئيسية في الواقع الاجتماعي العربي تقف حجر عثرة أمام التطور السياسي والاقتصادي، وهذه العقبة تتمثل بمنظومة القيم التي تتحكم بعقول عامة الناس، وكذلك تتحكم، وإلى حد كبير، بعقول المثقفين وقادة الرأي في هذه البلدان·· وقد تكون هذه المسألة مرتبطة بالتراث، وربما نتيجة تراكمات أنظمة الاستبداد والطغيان على مدى سنوات وعقود القرن العشرين·· كما يمكن أن نقول هنا إن أساليب التعليم كرست مفاهيم وقيم ووسائل التحليل والمعالجة الفكرية بما يحول دون الاستفادة من تجارب العمل السياسي الوطنية، أو تجارب الآخرين·· ومنظومة القيم هذه لا تعترف بالحوار والتسامح والاستماع للرأي الآخر، وهي ترفض التعامل مع الآخر من خلال الأساليب الديمقراطية· ودون ريب أن ما حدث في الجزائر خلال سنوات عقد التسعينيات يؤكد مدى التزمت لدى الأطراف المختلفة، سواء كانت في السلطة أو في المعارضة·· ولقد أضاع الجزائريون عقدا طويلا من الزمن ولم يتمكنوا من استغلال الوقت لصالح بناء المؤسسات الديمقراطية ويرتقوا بأعمال التنمية الاقتصادية والاجتماعية·

هل يكون المرء متشائما كثيرا عندما يشعر بأن إمكانات التغيير في بعض المجتمعات العربية ستظل محدودة ومتواضعة خلال هذا العام، خصوصا عندما يلحظ أن النظام القائم في بغداد قد استمر في السلطة على مدى عقود طويلة، وخصوصا العقد الأخير، بالرغم من المآسي والمعضلات التي سببها للشعب في العراق؟ ويعني هذا أن هناك حالة من السكونية والرعب التي تنتاب الكثير من الشعوب العربية وتجعلها طيّعة لا تملك قدرة على الحراك والمطالبة بحقوقها·· يضاف الى ذلك أن ما أشرت إليه بالحالة الثقافية المتردية لن يجعل المرء قادرا على التفاؤل·· الأمل هو أن يحدث ما يهز تحليلاتنا ويجعلنا نرى التطور نحو التنمية في ظل أنظمة ديمقراطية ومجتمعات متسامحة!

�����
   

الأسرى والمبادرات العربية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
العيدية:
د.مصطفى عباس معرفي
هواة التسول:
يحيى الربيعان
عام جديد:
عامر ذياب التميمي
الآلاف السبعة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
رمضان المسلم.. وكريسماس المسيحي:
سعاد المعجل
الدين ضد الدين:
عادل رضـا
العراق بين يديك
العراق والعرب والألفية الثالثة:
حميد المالكي
النقلة الألفية:
فوزية أبل