رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 رمضان-11 شوال 1410هـ - 5-18يناير2000
العدد 1410

بلا حــــدود
رمضان المسلم.. وكريسماس المسيحي
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

أثار دخول الألفية الثالثة مشاعر كثيرة ومختلفة· منها ما هو تشاؤمي وسوداوي باحتمال نهاية العالم· ومنها مشاعر خائفة وقلقة من تأثر بعض الأجهزة والمؤسسات المبرمجة كمبيوتريا واحتمال توقفها مع بداية التاريخ الجديد بصفرين على اليمين بدلا من الأرقام!! ومنها بعض المخاوف الفلكية الناتجة عن بعض التشكلات في الكواكب والنجوم وما قد ينتج عن ذلك من تأثير كهرومغناطيسي على الأحياء بشرية كانت أم غيرها؟

باختصار تدخل علينا الألفية الثالثة بصخب وضجيج قد يكون بعضه صحيحا!! وبينما العالم من حولنا يترقب آثار الرقم 2000 على أجهزة الكمبيوتر!! نتشح نحن في هذا الوطن بهاجس وهمّ غريب يتلخص في قلقنا الواضح الذي يبالغ فيه البعض من ذلك الاندماج بين شعائر دينية إسلامية وبين أخرى مسيحية!! فالتوافق الزمني بين رمضان المسلم والكريسماس المسيحي يقلق البعض إلى درجة التحذير والتهديد من مغبة وخطيئة انصهار المناسبتين أو المشاركة بأعياد الإخوة المسيحيين! ومن مظاهر القلق ذلك البيان الذي أصدرته الحركة السلفية العلمية والذي ينص على ما يلي: "إن طوائف اليهود والنصارى دأبت على ترويج عقائدهم وآمالهم مشيرة إلى أنه لا يجوز ربط الأمة الإسلامية واعتقاداتها وأحداثها واحتفالاتها بالتاريخ الميلادي وترك التاريخ الهجري الإسلامي مستبدلين الذي هو أدنى بالذي هو خير·

وإن القرن الإسلامي الخامس بدأ قبل عشرين عاما ولا يعني دخول الألفية الثالثة شيئا في عقيدة المسلمين" ثم يمضي البيان محذرا المسلمين أن يصدقوا خرافات اليهود والنصارى المتعلقة بما يسمى الألفية الثالثة وإن القرآن الكريم والسنة النبوية قد نهيا الأمة الإسلامية عن مشاركة اليهود والنصارى في ما هو من خصائص دينهم وأعيادهم المختصة بهم، لذا فإن الحركة السلفية العلمية تفتي بعدم جواز الاحتفال معهم في ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة مما لا أصل له في الإسلام بما في ذلك الاحتفال بما يسمى بالألفية الثالثة!

منطق غريب ومؤسف، يخرج علينا في كل عام يحتفل فيه الإخوة المسيحيون بأعيادهم ويتجاوز هذا المنطق تعاليم الإسلام الحنيف وسلوك نبيه المصطفى "[" والذي لم يصدر عنه قط إشارة أو حتى تلميح عن ضرورة الانغلاق عن أصحاب الديانات السماوية الأخرى!! بل على العكس من ذلك تماما، فلقد أكل رسول الله "[" مع النصارى واليهود، وشرب معهم، وتزوج منهم، وإن كان عليهم أن يدفعوا الجزيه مقابل الدفاع عنهم وحمايتهم!!

إن هذا التوافق الزمني في الشعائر المسيحية والإسلامية، وتلك الحرية في ممارسة الطقوس لكل الأطراف، تأتي كشاهد إثبات على ما تتمتع به في هذا الوطن من تقديس واعتبار للحرية البشرية ولحقوق الإنسان بشكل عام!! وهو نهج قديم بنى عليه أهل الكويت قناعاتهم وإدراكهم للحق البشري في المعتقد والعقيدة!! وكما بين القس الكويتي "عمانويل الغريب" حين قال: إن التاريخ يشهد أن المسيحيين موجودون في الجزيرة العربية منذ فترة طويلة ويمارسون شعائرهم ويعيشون بحرية وحسب الدستور فإن ممارسة الشعائر الدينية مكفولة للجميع!!

لا نعلم إذاً مصدر ذلك الخوف والهلع الذي أصاب البعض من مظاهر الاحتفال سواء بالكريسمس أو بالألفية الثالثة!! فالدين والعقيدة هما من أكثر الأمور رسوخا في نفس ويقين البشر، ومن الصعب أن يتحول أحد عن دينه إلا إذا كان أساسا من دون دين ولا عقيدة!! مما يجعل المسألة هنا تقبل احتمالا وتفسيرا واحدا لأولئك الرافضون وهو خوفهم من الدنيا وعلى الدنيا لا على الدين ولا العقيدة!!

هنالك في الكويت ما يقارب 250 ألف شخص مسيحي وفقا لإحصائيات العام 1999، وهنالك أيضا أقلية مسيحية كويتية تقدر بأكثر من مئة شخص!! ومن حق هؤلاء جميعا أن يمارسوا شعائرهم بسلام وطمأنينة وألاّ يتعرضوا وتتعرض طقوسهم لمثل ذلك الشجب والتحذير الذي أعلنته الحركة السلفية العلمية!!

أما الاحتفال بالألفية "المزعومة" وعدم جواز التصديق والاعتقاد بخرافات اليهود والنصارى المتعلقة بما يسمى بالألفية الثالثة وذلك على حد تعبير بيان "الحركة السلفية"، فإنه أمر خارج عن إرادتنا وإرادة الحركة السلفية، لأن نظم المعلومات والتكنولوجيا لا تخضع لطائفة ولا عقيدة!! والترقب والاستعداد لاحتمالات انهيار بعض تلك النظم لا علاقة له بالاعتقاد بخرافات اليهود والنصارى لأنه مبني على حسابات علمية دقيقة وليس على تكهنات!! ولعل في إعلان حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية القاضي بإعلان الواحد من يناير عطلة وإجازة عامة ما يؤكد أن الأمر  ليس اعتقادا بخرافات وإنما إدراكا علميا· لأن الخوف من فيروس الكمبيوتر أجبر هذه الحكومة الإسلامية لأن تخضع للمزاج والاعتقاد اليهودي والنصراني!!·

�����
   

الأسرى والمبادرات العربية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
العيدية:
د.مصطفى عباس معرفي
هواة التسول:
يحيى الربيعان
عام جديد:
عامر ذياب التميمي
الآلاف السبعة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
رمضان المسلم.. وكريسماس المسيحي:
سعاد المعجل
الدين ضد الدين:
عادل رضـا
العراق بين يديك
العراق والعرب والألفية الثالثة:
حميد المالكي
النقلة الألفية:
فوزية أبل