| متى تفيق الدول العربية من سباتها العميق؟ حقا متى تفيق؟!
إن الإجابة عن هذا السؤال مطلوبة وبصراحة تامة خصوصا وإن البشرية تفتتح عام الألفية الثالثة مودعة القرن العشرين بانتصاراته العظمى وهزائمه الكبرى، بفظاعاته ومجازره، بمنجزاته المذهلة وتحولاته العملاقة، بأوجاعه ومسراته وتجاربه المريرة وأخطائه الشنيعة وانعطافاته الجوهرية الحادة·
البشرية تدخل الألفية الثالثة ولا تدري أي مصير ينتظرها؟ هل هي عودة إلى الجذور وعصور الانحطاط والعبودية؟ أم إلى عصر الأنوار والتقدم الاجتماعي؟
حقا تلك معظلة لم يستطع الإجابة عنها أعرق السياسيين وأرفع رجال الفكر والثقافة وحملة ألوية ورايات التغيير والأصالة والتحديث، إجابات نهائية وناجزة·
عبرت البشرية إلى الألفية الثالثة وهي محملة بالرزايا والمعضلات والمشاكل الكبرى وبؤر التوتر والحروب والصراعات الدينية والقومية وتفاقم وتعاظم النزعات الأصولية السلفية وبما صاغته وما تهدف من مرامي النفوذ والسيطرة والاستحواذ والعودة بالبشرية إلى عهود سحيقة، مروجة لأطروحات تجاوزها الزمن وأغلق عليها التاريخ منافذه وأبوابه·
والمشكلة العراقية من بين تلك المشاكل التي تم ترحيلها إلى الألفية الثالثة بعدما ظل التجاذب والصراع عليهاوحولها سنين طويلة بين قوى وجبهات مختلفة ومتناقضة ومتناحرة في مصالحها وولائها وتوجهاتها، وإذا كانت هناك استعدادات اتخذتها بعض البلدان لمواجهة استحقاقات ومتقضيات المرحلة التاريخية الجديدة من عمر البشرية والكون، فإن الدول العربية وجدت نفسها تخوض الألفية الثالثة دون استعدادات ودون حتى إعادة نظر في بنيتها وأطرها وسياساتها وفي أحداث القرن الذي انطوى وانقضى من أجل استيعاب واستنتاج ومواجهة استحقاقات ومقتضيات وشرائط ومستلزمات الطروحات والمفاهيم الجديدة التي أفرزتها وأنتجتها المرحلة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي وكتلة الدول الاشتراكية واختلال التوازن العالمي إلى أقصى حد وظهور مفاهيم العالم الجديد والعولمة والجات والتكتلات والتجارة العالمية وثورة التقنيات والاتصالات والمعلومات وسواها للتفتيش عن موطىء قدم لها في هذه التحولات الكبرى المرتقبة·
لقد استسلمت الدول العربية للقدر ووضعت مصائرها في متاهة المجهول ودوَّامة النظر القصير والأفق المغلق والتفكير العقيم والانكفاء بل والعدميّة·
ومثال ذلك، النظام العراقي وعلى رأسه الدكتاتور صدام حسين وعصابته الذين لهم سياسة واضحة "سياسة العصابة" ونهج ثابت ولهم تجاربهم العملية في تطبيق تلك السياسة الدموية وتنفيذ أهداف ذلك النهج وفي كل يوم يعلنون عن ممارسات وأفعال ويصدرون قوانين وقرارات تؤكد ضلوعهم وتورطهم وعدم خشيتهم والتزامهم العنيد بتلك السياسات، وفي المقابل فإن الدول العربية لم تتفق على موقف موحد وفي أدنى الحدود ليس على مستقبلها بل حتى إزاء النظام العراقي الذي تحدى الجميع واحتقر الجميع وتمرد على الجميع وسامهم الذل والمتمزق والهوان دون أن يقول له أحد "على عينك حاجب"! يصول ويجول دون أن يلمس أي رد فعل عملي يردعه أو يعنفه أو حتى يفضح ممارساته بعمق وليس بسطحية وموسمية و"مناسباتيه" عابرة وفي كل حماقة يرتكبها أو مغامرة يفعلها تفقف الدول العربية وجامعهتها العربية موقف المتفرج والمتردد المتخاذل والمتواطىء وأحيانا تشن حملات إعلامية مثل زوبعة في فنجان أو تسمعه تصريحا يوجه اللوم له دون أن تخدش تلك الحملات والتصريحات جزءا من كيانه أو تلامس عضوا في جسده فترتد ثانية على أصحابها فيصمتون وينتهي كل شيء وهو اعتاد على ذلك واستعد لامتصاص أية حملات أو تصريحات ليس لها قيمة عملية تطبيقية بل وتستهويه مثل تلك المماحكات والمداعبات كمادة مجانية تُهدى إليه ليشتغل عليها فينمقها ويضيف لها ويقتطع منها حتى يصيِّرها مادة دسمة ومؤثرة للهجوم المضاد·
وإذا كانت بعض الدول قد تجاوزت سياسة احتواء النظام إلى سياسة تغييره حسبما معلن بل وهناك ممارسات تدل على هذا التجاوز لا تخطىء البصر، فإن الدول العربية مازالت تستجدي النظام ليعترف بالخطأ وتطالبه بالاعتذار، وهناك من يدعو النظام إلى إبداء حسن النوايا، بل أن الجامعة العربية ظلت تطرق العقول والأذهان لأشهر طويلة من أجل تأهيل النظام بدعاوى غير منطقية ولا تتفق مع أبسط الأدبيات السياسية عبر المصارحة قبل المصالحة والاعتراف بالخطأ والاعتذار· وهكذا تحولت جرائم هدام الكبرى والمذابح الرهيبة التي ارتكبها وما زال إلى مجرد "خطأ"! يمكن الصفح عنه بمجرد الاعتذار أما الشعب العراقي ومأساته على يد النظام فليس لها موقع في دهاليزها، فأي قصر نظر سياسي أبشع من هذا وأي ترد ونفاق أكثر من هذا في برامج وسياسات الجامعة العربية بحيث هذه المواقف والدعوات مثار سخرية وتندر من أصغر المحافل الدولية وأبسطها إلى أكبرها وأعظمها تأثيرا·
إن مغازلة نظام صدام لم تتوقف يوما واحد والاتصالات معه وراء الكواليس مستمرة ولم تنقطع وزادها اتساعا وتجذرا برنامج النفط مقابل الغذاء حيث تكالب الجميع وسال لعابهم على الصفقات التجارية والاستحواذ على "السحت الحرام" من أموال العراق دون وجه حق ودون اعتبار لجدوى المواد المصدرة أو صلاحياتها على الأقل للاستعمال البشري·
وهناك دول تشترك في عمليات تهريب البضائع والاثار والمخطوطات النفيسة وهي ذخائر وكنوز حضارات وادي الرافدين إضافة إلى تجارة تهريب النفط وغيرها الكثير الذي يصعب إحصاؤه·
أما بلدان المغرب العربي فلا تعرف بالعراق غير صدام حسين وعصابته، أما شعبنا العراقي وحقوقه المستباحة والمصادرة فلا وجود لها إطلاقا في سياستها وأنشطتها الدبلوماسية والإعلامية والطامة الكبرى أن الجميع يعرف ويدرك أن النظام مجرم ومدان بأطنان الوثائق وتوافر كافة الأدلة المادية والقانونية وركن المسؤولية الجنائية وهناك حملة دولية من أجل تقديمه إلى محاكمة جرائم دولية لكنهم يغمضون أعينهم عن تلك الحقائق الصارخة ويلجأون إلى تبرئة النظام وإلغاء جرائمه ومسح آثامه·
وإذا كان البعض يتوهم أن شعبنا سيتوقف عن نضاله من أجل إسقاط النظام بسبب طرح تلك المشاريع الخرقاء والمبررات الجوفاء فإنه يكون قد ارتكب خطأ جسيماً وهو سيستمر في كفاحه المجيد حتى إسقاط النظام، أما الذين وضعوا جميع بيضهم في سلة واحدة متعلقين بأوهام ووعود واهية فإنهم بذلك قد ارتكبوا خطأً جسيما لن يغفره لهم شعبنا لأنهم أرادوا اختزاله وتجفيف طوفانه وفيضانه إلى قطرة واحدة·
أما الشعوب العربية فهي مع شعبنا تشاركه مأساته وأهدافه وتقف معه في محنته الكبرى حتى النصر القريب·
ومع كل ذلك ورغم كل ذلك فإننا متفائلون بأن غدا مشرقا مترعا بالأمل والحرية والسعادة سيحل ببلادنا الجميلة، بلاد الخصب والثراء والحضارة وهي تدخل الألفية الثالثة وإن غدا لناظره قريب بإذن الله تعالى·
ضحايا صدام منذ 17 يوليو 1968
توثيقا لجرائم نظام صدام منذ استيلائه على السلطة في 17 يوليو 1968 ومن أجل أن تكون ذكرى ضحاياه الشهداء حية في الضمائر والأذهان وتنويرا للرأي العام العالمي والحملة الدولية القائمة والمستمرة من أجل محاكمة صدام وعصابته، نتابع فيما يلي نشر أسماء الشهداء وأسباب وتواريخ استشهادهم: -
251 - أحمد قادر
252 - عبد هفتاري
253 - أمين قادر
254 - عباس محمد أمين
ُأعدموا في سبتمبر عام 1974·
255 - خليل إبراهيم
256 - رحيم حسن سيد
257 - جوهر محمد مصطفى
258 - حمود محمد ألطه
259 - طالب حسين محمد
260 - عبد وارش عبدي
261 ـ بيرواشير سيكور
262 - صبحي موسى إبراهيم
263 - مجيد سليم محمد
264 - سامان سادو
265 - زيدان حسني حاجي
266 - صلاح علي
267 - حسين عبد القادر
أُعدموا في شهر أكتوبر عام 1974·
268 - محمد خورشيد
269 - خضر سليم
270 - جليل سليم
271 - حلال عثمان
272 - صباح صادق
273 - كريم بابا
274 - عبد الله صالح
275 - جبار سعيد
276 - حسين خورشيد
277 - حسين سيد محمد كاظم
أُعدموا في شهر نوفمبر عام 1974·
278 - عز الدين الجزائري - أعدم في شهر نوفمبر عام 1974
279 - مظفر بندر مخرب - فلاح - أغتيل في 1974/8/31
280 - محسن اسماعيل - عسكري - أعدم في 9/5/1974
281 - علي عبد معارج - عسكري - أعدم في 3/3/1975
282 - نوري محمد حسن طعمه - أعدم في 1974
283 - الشيخ ناظم العاصي - اغتالته السلطة الفاشية بدس السم له
284 - حنا إلياس مونا - أعدم في 1975/3/11·
285 - بهرام أحمد أمين بك - أعدم في 1975·
286 - نوزا نجم الدين يارولي - طالب - أعدم في عام 1975·
287 - سالار علي - سائق - أعدم في عام 1975·
288 - مصطفى جايجي - صاحب مقهى - أعدم عام 1975·
289 - حاجي علي - فلاح - أعدم عام 1975 ·
290 - مام سعيد - أعدم في عام 1975·
291 - جمال أحمد - أعدم في عام 1975·
292 - جمال محمد أمين - فلاح - أعدم في 1975·
293 - بكر رسول - فلاح - أعدم في عام 1975·
294 ـ مشير مقديه - طالب - أعدم عام 1975·
295 -ـ بكر عمر - فلاح - أعدم في عام 1975·
269 - رفعت نورية - عامل - أعدم في عام 1975
297 - عبد الجليل عوده - جندي - أعدم في عام 1975·
298 - هادي محسن زبون - جندي - أعدم في عام 1975·
299 - نزهت البرزنجي - ضابط - نقيب
300 - عبد اللطيف البرزنجي - ضابط - ملازم أول
كان قد ألقي القبض عليهما يوم 19 مايو عام 1975 وحوكما في 20 مايو من العام نفسه من قبل محكمة عسكرية خاصة، وقد أخلي سبيلهما لعدم توفر الأدلة غير أنه أعيدت محاكمتهما ثانية في نفس الليلة من قبل محكمة أخرى حكمت عليهما بالإعدام ونفذ بهما حكم الإعدام رميا بالرصاص في يوم 22/5/1975·
ملاحظة: الشهداء التي وردت أسماؤهم في الفقرات من 238 إلى 250 أعدموا في شهر سبتمبر عام 1974 وذلك كما وردت في العدد الماضي حيث لم يذكر تاريخ استشهادهم سهوا·
عيون الأخبار
أسرار أزمة قوات "فدائيي صدام"
تتعرض قوات فدائيي صدام إلى أزمة كبيرة ومن المتوقع حلها وتحويل منتسبيها إلى وحدات الجيش وأكدت مصادر المعارضة أن الضربات العنيفة التي تلقتها هذه القوات في بغداد وواسط والعمارة من قبل المقاومة وأبناء الشعب قد أضعفت من ثقة النظام فيها وقد انسحب ذلك على ثقة صدام بولده المجرم عدي الذي من المفترض أنه يتولى هذه القوات وأضافت المصادر أن عددا كبيرا من آمري وضباط هذه القوات قد جرى نقلهم فيما اعتقل آخرون وطرد قسم ثالث وقد شملت هذه الإجراءات المرتزقة من عناصر القوات·
وأوضح أحدث تقرير للمعارضة أن قائد تشكيلات فدائيي صدام في محافظة واسط المجرم العميد الركن رعد عبد المهدي كريم قد نحي من منصبه وحل محله المجرم العقيد الركن حسين ياسين محمود كما طرد نحو ثمانين ضابطا ومرتزقا من هذه القوات في محافظة واسط إضافة إلى نقل 116 من الجنود الذين نسبوا للعمل في صفوفها فيما يؤكد تقرير آخر أن عدي وتعبيرا عن عجزه وفشله أصدر قرارا بإعدام كل من يثبت تعاونه مع المقاومة على أن يشمل ذلك كل من لديه ارتباطات مباشرة بواحد من أقاربه المناوئين للنظام·
تجدر الإشارة إلى أن بعض العمليات التي نفذت ضد هذه القوات قد نفذت بالتنسيق مع عناصر مجاهدة في صفوف فدائيي صدام·
يشار إلى أن راتب المرتزق في قوات فدائيي صدام يزيد على 25 ألف دينار إضافة إلى الهدايا والامتيازات الأخرى·
عمالة عراقية!
استنفر أحد الكتاب كامل قواه العقلية والبدنية وراح يصب جام غضبه على العراقيين لاجئيين ومعارضين مثل: يعملون مع النظام وينكرون المعروف وعبارات نارية مثل "الاقتراح الانتحاري" والعبث والأمن والثوابت·
وهكذا أصبح العراقيون هدفا لاستعراض العضلات و"البوزات" والعجرفة و·· لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم·
إصدارات جديدة
· في محافظة السليمانية المحررة صدرت الكتب الجديدة التالية:
· عن مؤسسة "سه رد 5م - العصر" صدر كتاب (تاريخ الآراميين في كردستان) الطبعة الثانية من تأليف شاسوار·خ· هرشمي ويتناول جزءا من تاريخ كردستان في عهود (الحراني واليهود والآشوري والسرياني، والكلداني) ويقع الكتاب في 340 صفحة من القطع الكبير·
· صدر عن مركز خاك للطباعة والإعلام كتاب "بنك المعلومات للشباب" من تأليف الدكتورة سونيتا كوبتا والدكتورة نينا أكراوال، ترجمة باسط حمه غريب ويتضمن مجموعة من المعلومات العلمية المفيدة لليافعين والشباب ويقع الكتاب في 156 صفحة من القطع المتوسط·
· وصدر للسيد رفيق يشده ري كتاب "أيها الكردي إعرف عدوك" الطبعة الأولى ويتناول أعداء الكرد التاريخيين ويقع في 186 صفحة من القطع المتوسط·
شعر عراقي
سادن النور
للشاعر يحيى السماوي
إلى الشاعر العراقي الكبير عبد الوهاب البياتي
يسقط مذبوحا بورد عشقه
يسيل فوق حائط النور
دم الفارس
من ضلوعه بستان
تسكنه "عائشة"
الأزمان
قصيدة
ضوئية
ينهض من سطورها،
الحلاج
مصلوبا على الحرف··
ومن وحشته -
تنهض من سباتها
حدائق ونهر عنفوان
يسقط مذبوحاً بورد عشقه
مبشرا طفولة
النهار بالنسبل
والمساء بالنعاس
والقتيل بالحياة
يحرض النور على العتمة
والماء على الجفاف··
والحفاة
على لصوص المطر الأرضي
والطغاة
مضرجا بعشقه
يصرخ في برية الوحشة
"لارا" هرم الدهر
وما زال فتى سادان نهر النور
يحرس تحت جفنه
بقية من شجر "الخابور"
ليعقد الألفة
بين الماء والنيران
في الوطن الممتد
من نوافذ القلب
إلى ستائر الأجفان
فيدخل الإنسان
باسم غد
لا يألف القهر
ولا يحكمه
المنبوذ والأشل
والجبان
و "سارق الرغيف
والدواء للأوطان"
من قصيدة "التنين" للبياتي |
