منذ هوشة الجهراء كما أسماها الدكتور مصطفى معرفي والعلقة الساخنة التي تلقاها "الإخوان المسلمون" على أيدي الكويتيين، لم يتجرأ أي من الإخوان على تكرار فعلتهم مرة أخرى، حيث كانوا بذلك الوقت ينادون بمحاربة أهل الكويت لأنهم منفتحون ولديهم مدارس وتسامح وطيبو المعشر وكان ذلك في القرن الماضي من الألفية الثانية·
ولكن يبدو أن الإخوان بعد كل هذا التشجيع والدعم الحكومي مع الأسف أحسوا أن الأجواء الآن مهيأة لهم ويمكن لهم الانتقام من أهل الكويت الذين مرغوا كرامتهم بتراب الجهراء وهذا هو الواضح الآن للمراقبين لأنهم منذ أن بدأوا بتجميع الشباب وإعطائهم جرعات ثقيلة لغسيل أمخاخهم من منتصف السبعينات وحتى يومنا هذا تكررت الاعتداءات على أهل الكويت بشكل متكرر بوتيرة متصاعدة نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر:
تهديدهم المباشر الذي وجهوه إلى جاسم الشريدة عام 1985 أثناء الحملة الانتخابية لأنه لم ينصع إلى أوامرهم ومجموعة الجلد الصحراوي الذين كانوا يأخذون من يرونه مخالفا لتوجهاتهم إلى الصحراء ويلهبون جلده بالخيازرين إلى أن يغيب عن الوعي وحادثة اكتشاف مخزن للأسلحة في منطقة الوفرة تسلح فصائل مقاتلة وحادثة مقتل بوعباس والذي قام بها مهووس قاتل جاءنا من ساحة ملؤها الدماء وعند وصوله إلى الكويت أخذ يمارس طبيعته وحكم عليه بالإعدام من قبل قضائنا العادل وحادثة إلقاء القبض على مجموعة لديها ترسانة أسلحة خفيفة وثقيلة وبرروها بأنهم يجمعونها إلى مسلمي البوسنة والهرسك وحادثة إلقاء قنبلة وسط التجمعات الطلابية في جامعة الكويت وحادثة الاعتداء على رجل وبناته في معرض سيارات بيت التمويل وأدينوا وغرموا ألفا وثمانمائة دينار وحادثة الاعتداء بالضرب المبرح على فنان شاب لأنه شارك بمهرجان القرين بوصلة غنائية فخاف على مستقبله وامتنع عن الشكوى بحجة أن لهم أيادي طويلة وثقيلة وتؤلم وآخرها الاعتداء على طالبة كلية الدراسات التجارية وغيرها الكثير من الحوادث التي حصلت خلال العشرين سنة الماضية من التيار المتأسلم الخارج عن عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة·
لكن لماذا تشجع الحكومة هذه الثلة المارقة عن عاداتنا وتقاليدنا؟ لماذا تتحالف الحكومة مع من هجم علينا بالأمس ويهجم علينا اليوم؟ من الواضح أن الحكومة هي من أوجدت هذه الثلة فهل تستخدمها الحكومة لتلقين أهل الكويت درسا ليمتثلوا لأوامرها؟ نحن نعتقد ذلك لأن استخدام الأساليب القديمة لم تعد مجدية في الألفية الثالثة لذلك لابد من أن يقوم بالمهمة من هم وكلاء من الداخل وليكن فخارا يكسر بعضه·
وعلى كل حال أهل الكويت ما ينهزمون بسهولة ولم يهزمهم أحد من قبل لا الإخوان ولا غيرهم وستظل كرامتهم مرفوعة ولم يستطع أحد تركيع هذه الكرامة· |