بعد أن دخلت دولة الكويت الشقيقة سنتها العاشرة على تحريرها من مخالب النظام الصدامي الهمجية، وبعد أن تيقن الجميع بأن جريمة الغزو إنما هي من تدبير وتنفيذ النظام وإن شعبنا العراقي وقواه المعارضة قد استنكروا وجابهوا تلك الجريمة لإدراكهم العميق لآثارها ومضاعفاتها الكارثية التدميرية بل هم الضحية الكبرى والأولى لذات النظام الذي حوّل بلادهم إلى سجن كبير وزرعه بمراكز الموت وعذب وسجن وقتل وشرد خيرة أبنائه، وبعد وضوح جوهر الكثير من الحقائق الصارخة، وبعد أن أدرك الجميع أن مصلحة كلا البلدين والشعبين الشقيقين تكمن فقط في اسقاط النظام وإقامة نظام دستوري شرعي مسالم على أنقاضه، يستمد شرعيته من الشعب ويعتمد في بقائه على ما يحققه من أهداف ناضل شعبنا من أجلها سنين طويلة وقدم أنهارا من الدماء الذكية، وبعد تجارب تسع سنوات ازداد النظام خلالها عدوانية وإصرار على تكريس ذات النهج المغامر والعدواني وذات الخطاب الدعائي التضليلي والسياسات الهوجاء·
وبعد نمو العلاقات الأخوية بين الكويت وشعبنا والمعارضة من خلال الزيارات التي قام بها بعض قادة المعارضة وخصوصا الزيارات الدورية التي يقوم بها سماحة السيد محمد باقر الحكيم ولقائه بالمسؤولين والفعاليات والدواوين الشعبية والدعم الإعلامي الذي تقدمه الكويت لقضيتنا العادلة·
وضمن هذه الأجواء الإيجابية بادرت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة الكويتي الموقر ممثلة برئيسها الأستاذ محمد جاسم الصقر وأمين السر الأستاذ عبدالمحسن جمال وأعضائها الآخرين إلى تنظيم مؤتمر لدراسة العلاقات المستقبلية بين البلدين بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية المستقبلية بجامعة الكويت ممثلا برئيسه الأستاذ الدكتور غانم النجار مما أعطى المؤتمر صفة علمية وعملية إلى جانب الصفة السياسية والشعبية كون مجلس الأمة يمثل الشعب الكويتي بكافة شرائحه وفئاته وقواه وفعالياته·
وفي هذا السياق فإننا نرى أن أهم إنجاز سيحققه المؤتمر وعلى المستوى البعيد، إلى جانب القرارات والتوصيات التي سيتمخض عنها، هو تأسيسه "وهذا ما نتمناه" مركزا دائما وثابتا يعنى بدراسة تلك العلاقات ومتابعة وإثراء وإغناء ما سيحققه المؤتمر والذي ينبغي أن تنبثق عنه لجان متخصصة في كل شأن من شؤون تلك العلاقات وميادينها المتنوعة كافة·
وإن لرعاية سمو أمير البلاد للمؤتمر أهمية كبرى في دعم المؤتمر وإنجاحه، وبهذه المناسبة السعيدة فإن على الجميع واجب المشاركة في هذا المؤتمر كل بطريقته الخاصة ومن موقع نشاطه ومركزه، من أجل تهيئة الأجواء وإنعاشها وطرح كافة القضايا والأمور ذات الصلة وبصراحة تامة ودون مواربة أو تأجيل فالنظام الصدامي ساقط لا محالة وفي القريب العاجل - إن شاء الله - وحتى لا يفاجئنا سقوطه وبالتالي سيشغلنا بحث وضع الثوابت والمرتكزات، عن الإعادة الفورية للعلاقات الطبيعية بين البلدين على أساس الاحترام المتبادل والسلام الدائم والمصالح المشتركة والمتكافئة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا البلدين·
ومن المفيد حقا أن ترافق المؤتمر نشاطات إعلامية وثقافية متنوعة، كالندوات الحوارية المتلفزة والأمسيات الثقافية وأبعاد المؤتمر عن القنوات الفضائية وغيرها والتي تقف موقفا سلبيا من قضية شعبنا وحركته المعارضة الظافرة كقناة الجزيرة الفضائية التي يبدو أنها أعدّت العدّة للإساءة إلى المؤتمر وتشويه دلالاته ومعطياته وآفاقه المنشودة وكذلك صيانته وتحصينه من الاختراقات المتوقعة للعناصر والجهات التي لا تريد الخير لبلدينا وشعبينا·
نحن على ثقة أكيدة بأن هناك عهدا زاهرا مزدهرا موشحا بالرخاء، مطرزا بالأخاء والحب والوئام ينتظرنا جميعا في مرحلة ما بعد صدام وحال إسقاط نظامه الأسود والله ولي التوفيق·
عيون الأخبار
لجنة صدامية لاستدراج العراقيين في الخارج
شكلت سلطات بغداد أخيرا لجنة خاصة برئاسة وكيل وزير الخارجية نبيل نجم لاتخاذ توصيات خاصة تهدف إلى وضع آلية لاستدراج العراقيين في الخارج تحت عنوان التشجيع على العودة إلى العراق وتساور أوساط النظام الحاكم مخاوف الفشل والخيبة في نجاح مشروعها المشبوه هذا، نتيجة انعدام ثقة أبناء شعبنا كافة بالنظام ونواياه المبطنة بالغدر والانتقام·
قرارات تقليص ملاكات الجيش
أصدرت قيادة النظام أخيرا قراراً قلصت بموجبه ملاكات الجيش العراقي وإلغاء رتبة "اللواء" في الصنوف الحربية وذلك للحد من التضخم الحاصل في الرتب العسكرية·
تزايد نسبة الهجرة خارج الوطن
رغم ارتفاع ضريبة السفر، البالغة 400 ألف دينار عراقي، تشهد مديريرات السفر في بغداد والمحافظات اقبالا كبيرا من قبل المواطنين بغرض الحصول على التأشيرة والمغادرة نحو المجهول ولم تحدّ إجراءات المنع والتعقيدات والتعليمات الخاصة من قبل السلطة من تزايد الأعداد الهائلة من المواطنين الراغبين بالسفر "تجار - موظفين - طلبة" نتيجة شيوع الإرهاب والقتل إلى جانب الوضع الاقتصادي المتدهور·
50 في المئة من أرباح الدولة لمكتب صدام
أصدر ما يسمى بديوان رئاسة الجمهورية أمرا لكافة الوزارات الانتاجية بتحويل نسبة 50 في المئة من أرباحها إلى الديوان مباشرة، إلى مكتب صدام بالذات·
ونص الأمر على توزيع 25 في المئة فقط من الأرباح للخزينة العامة أما الباقي وهو ربع الأرباح فيخصص لتغطية نفقات الموظفين·
قبائل بني حجيم يهزمون سلطة صدام
إثر الممارسات الإرهابية التي ارتكبتها سلطات صدام بحق أبناء قبائل مدينة الرميثة في السماوة إثر الانتفاضة المسلحة التي أشعلت شرارتها عشيرة "آلبوحسان" في يونيو 1999 وإثر تهجير أعداد كبيرة منهم وتخريب الأراضي والمحاصيل الزراعية العائدة لهم بقطع المياه الإروائية عنها فقد حدثت مواجهات مسلحة عنيفة أواسط مايو الماضي بين أبناء تلك العشائر وقوات السلطة وقد حدثت معارك ضارية شهدتها منطقة بادية السماوة هي تسدي المقاومون من مهاجري العشائر المذكورة لهجوم الوحدات المجحفلة من قوات السلطة والمؤلفة من ألوية الطوارىء وفدائيي صدام ومرتزقة الأمن والحزب استمرت لساعات متواصلة أبدى خلالها ثوار العشائر مقاومة باسلة وعنيدة أجبرت القوات المهاجمة والمذعورة على وقف تقدمها وإنهاء هجومها الفاشل، رغم وصول النجدات الإضافية إليها وقد تكبدت قوات النظام خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، إذ بلغ عدد القتلى ما يقرب من أربعين قتيلا أغلبهم من "فدائيي صدام" والمرتزقة الحزبيين كما تم أسر أعداد أخرى من المغرر بهم، أطلق الثوار سراحهم في وقت لاحق رأفة بهم وبذويهم فيما أفلح المقاومون في البقاء في مواقعهم ومناطقهم بفعل صمودهم وصلابتهم·
جمعية الصداقة العربية الكردية - عقدت مؤتمرها التأسيسي
عقدت جمعية الصداقة العربية - الكردية مؤتمرها التأسيسي في مدينة أربيل يومي 23/24 مارس 2000 الذي انبثق عنه تشكيل الهيئة الإدارية للجمعية·
وفي حفل الافتتاح ألقيت عدة كلمات للوفود والشخصيات الراعية للمؤتمر والمشاركة فيه، تصدرتها كلمة الشيخ مسعود البارزاني أكد فيها على توثيق أواصر الأخوة العربية ـ الكردية وتجسيدها بأرقى الصيغ وصور العلاقات الحميمة، مشيرا إلى حاجة كل العرب والأكراد في العراق إلى روح التعاون والتحالف من أجل المستقبل الأفضل والمصير المشترك وبما يخدم قضايا وشؤون عموم أبناء الشعب العراقي المكافح ضد كل أشكال الظلم والاستبداد واقرار الحق ومبادىء العدل وتحقيق الديمقراطية وأشار إلى ضرورة ترسيخ مفهوم الأخوة والصداقة باعتباره ركنا مهما في استراتيجية القيادة الكردية وإيلائها الاهتمام عن قناعة وإدراك عميقين وليس لاعتبارات سياسية تكتيكية وأضاف البارز أنى في القول بأنه بات من الضروري أن نفهم تطلعات بعضنا بعضا وأن نلجأ للحوار السلمي ونتعرف على الأمور كما هي بعيدا عن التشنج ونزعات التعصب والرؤى الضيقة والتصدي بحزم لكل المحاولات والمؤامرات التي تستهدف النيل من الأخوة العربية - الكردية·
دراسات عراقية، في عدد مزدوج
"دراسات عراقية" مجلة فصيلة تعنى بشؤون العراق واستراتيجياته، صدر عددها المزدوج "12 - 13" ضاما بين دفتيه مواد متنوعة منها: "بين الإسلام والقومية" للدكتور علي كريم سعيد، "بغداد عام 2000 أي مستقبل ينتظر العراق"، وهو بحث مترجم عن الفرنسية، "السمات الثقافية لمديري المصارف التجارية العراقية" للدكتور علي الهندي، "المعارضة العراقية والمنهج البرغاماتي" لطالب ياسر، كما احتوى العدد على ملف تناول "أزمة الجيش وأزمة العراق" شارك فيه كل من: عقيل عباس، جعفر عبد الرزاق، أكرم عبدالله وأحمد المهاجر إضافة إلى ندوة عقدتها المجلة لبحث الموضوع ذاته·
وحوار مع العقيد الركن أحمد الزيدي وقد احتلت الآراء والردود المتعلقة بكتاب "مرجعية الميدان" حيزا كبيرا من صفحات العدد وانصبت هذه الآراء بمجملها للرد على مقال كتبه عبدالله سعيد في صحيفة المنتدى" واختتم العدد صفحاته بمتابعات لبعض الكتب والمقالات ذات الشأن العراقي·
"دراسات عراقية" الصادرة عن المركز العراقي للدراسات والإعلام" جديرة بالمتابعة عنوان المجلة: لبنان - بيروت - الحمراء - ص·ب 113/7307·
ما دامت في دمشق المعارضة العراقية بخير
أكد الشيخ محسن الحسيني - الأمين العام لمنظمة العمل الإسلامي في العراق: أن دمشق رحاب العروبة والإسلام والمعارضة العراقية بخير ما دامت في دمشق·
وأضاف في تصريحاته لجريدة الأحرار العراقية المعارضة نشرتها بعددها الصادر في 2000/3/15 قائلا: لقد برهنت سياسة الرئيس الأسد على حنكة وقدرة استشراف عميقين يمكن الاعتماد عليهما في قراءة المشهد العراقي الراهن والمستقبلي كما أن المعارضة العراقية التي تستضيفها دمشق بخير وستبقى أمينة على هموم شعبها وإنجازاته الوطنية ما دامت دمشق تشغل حيزا مهما في مساحة الملف العراقي وأن أفضل دليل على ذلك الأجواء التي قدمتها دمشق للعراقيين بعد أن ضاقت السبل بهم وهم يجدون في دمشق الملاذ الآمن بعد أن ملأ النظام الديكتاتوري في العراق أجواء العراق بالإرهاب والموت والقمع المستمر· |