في شهر رمضان الماضي لاحظنا زيادة في أعداد ظاهرة الناشطات والناشطين، من أبناء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهم يتسولون في شوارع مدينة الكويت وضواحيها وأسواقها الكبيرة مستغلين كرامات الناس في شهر رمضان الكريم·
والجدير بالذكر أن هؤلاء الخليجيين من الجنسين وفي مقتبل العمر، ولم نر فيهم من تجاوز العقد الثاني من العمر، كلهم في سن العمل، بعضهم يثير الشك، وبعضهم الآخر يثير مشاعر العطف وفيهم - أيضا - ما يثير العجب والدهشة!!
وقد كنت في إحدى ليالي رمضان جالسا مع الأحبة والأصحاب في إحدى الدواوين الكويتية فإذا بشخصين بملابسهما ولهجتهما الخليجية المعروفة دخلا وصافحا كل الجالسين في الديوان وآخر من صافحا باليد وبالقبل هو صاحب الديوان وبعد انتهاء بروتوكول المصافحة والقبل قال لهم صاحب الديوان بهمس ليس لدينا ما نقدمه لكما تفضلا وأشار لهما الى باب الخروج، لكنهما ردا عليه "بعين قوية" قائلين نحن من دولة···! وإذا أنتم ما تعطونا من يعطينا إذن؟ وانصرفا·
مثل هذا المشهد يحدث كل ليلة وكل يوم نشاهد رجال ونساء من سكان الخليج يتسولون ليلا ونهارا منهم من هو صادق، ومنهم المحتال·
لكن السؤال هنا ألا يسترعي ذلك نظر العاملين بوزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الداخلية، وتقوم بتنظيف البلد من هذه الظاهرة الرمضانية المؤسفة، وقد زاد الطين بله الفنانان حسين عبدالرضا وخالد النفيسي في إحدى حلقات مسلسلهما الرمضاني "الحيالة" ألا ترون معي أن ظاهرة التسول التي يزاولها بعض الخليجيين، أصبحت ظاهرة تتناقض تماما مع طرحنا الديمقراطي؟ فالمجتمعات الديمقراطية لا ينبغي أن نشاهد فيها فقراء وأغنياء بل ينبغي أن يسود فيها العدل، أليس كذلك؟ فليس هناك ديمقراطية بلا عدل وهل في دول الخليج العربية فقراء تصل الحال بهم الى درجة التسول؟
yahya@taleea.com |