| يعتبر حزب الله اللبناني الأمل الوحيد لأغلب الشعوب العربية الذين يشاهدون حكوماتهم في حالة من الذل والخضوع والاستكانة أمام الصهيونية العالمية والقبول بكل مقررات التنازلات المذلة عن الأرض وحقوق الإنسان العربي والفلسطيني·
ولعل الانتصار البطولي لهذا الحزب وطرده للصهاينة من جنوب لبنان عام 2000 يشكل نقطة تحول في الصراع مع هذا العدو، حيث وللمرة الأولى يجبر الجيش الإسرائيلي على الانسحاب، تحت ظلمة الليل، من دون أي شروط لإنقاذ ماء وجهه والمحافظة على معنويات جيشه من الانهيار نتيجة صمود ومقاومة أبطال حزب الله·
ولعل المراقب اليوم لموقف العزة الذي يبديه الحزب تجاه قضية تبادل الأسرى مع الكيان الصهيوني يتأكد له كم تبدو سعادة الشارع العربي كبيرة تجاه هذا الموقف المشرف·
وبالمقابل، نجد في الجانب الصهيوني حالة حنق وغضب وخوف من طريقة التعامل الذي يبديه حزب الله مع حكومة الإرهابي حيث يصفها المحللون هناك بأن حزب الله لقن الكيان الصهيوني درسا لم تستطع أي دولة عربية تلقينه إياه!!·
ولعل من يقرأ للكاتب الصهيوني البارز في صحيفة هآرتس، "زئيف شيف"، يتأكد له ذلك فهو يقول: "إسرائيل لم تكن أبدا في مثل هذا الوضع المحزن، إسرائيل سقطت في فخ الحرب النفسية التي شنها حزب الله الذي علمنا دروسا، فقد زرع الشقاق بين الإسرائيليين وأضاف إلى ذلك تهديدات بعمليات اختطاف جديدة وأطلق النار على موقع للجيش إبان المفاوضات، ومن ثم اجتاز رجاله الحدود وزرعوا عبوات ناسفة كبيرة·· تنظيم إرهابي يبلغ تعداده بضع مئات من المقاتلين تحدى إسرائىل مثلما لم تفعل أي دولة عربية وإسرائيل صامتة!!"·
هذا الموقف، الذي يعبر عنه حزب الله بصموده البطولي اليوم يوجه رسالة إلى كل العرب والمسلمين بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة وبأن العدو الصهيوني لا يفهم غير لغة السلاح والمواجهة وليس الجلوس معه خلف طاولة المفاوضات التي رأينا نتائجها على أرض الواقع بعد أكثر من عشرة أعوام من التفاوض المذل والتنازلات الكبيرة·
هنىئا لأمتنا صمود أبطال حزب الله ووقوفهم بكل شموخ في وجه الجيش الذي لا يقهر وإلى المزيد من الدعم لهذه الحركة التي تمثل اليوم الإضاءة الوحيدة في زمن العتمة العربية·
abdullah.m@taleea.com |
