برنامج “إرهابيات” الذي قامت بإنتاجه قناة “أبوظبي” الفضائية والذي يجسد شخصية الإرهابي “أرئيل شارون” الذي يتقمص دوره بكل إتقان الفنان القدير “داود حسين” جاء ليؤكد أن الإعلام العربي قد بدأ يعي أهمية استخدام الأسلحة التي في حوزته - حتى إذا كانت محدودة - بفعالية لمواجهة الإعلام الصهيوني الأخطبوطي وأن النتائج ستكون ذات تأثيرفعال· لأنه وبعيداً عن التفاصيل الفنية للبرنامج الذي يغلب عليه طابع السخرية نجد أنه من المهم التركيز على نتيجتين مهمتين أفرزهما البرنامج· الأول الاستهجان الكبير الذي لقيه البرنامج في الكيان الصهيوني وتصريحات الإدانة والشجب التي بلغت ذروتها في تصريحات وزير الخارجية “شيمون بيريز” باعتبار برنامج “إرهابيات” غوغائي وشنيع بل وقامت وزارة الخارجية الإسرائيلية بتوزيع نسخ من هذا البرنامج على سفارات الدول الغربية أملاً في اتخاذ موقف من القناة العربية· والثاني دعوات مقاطعة الشركات العالمية لبث إعلاناتها في قناة “أبو ظبي” وذلك بتهمة معاداتها للسامية من خلال تصوير “شارون” على أنه إرهابي على الرغم من أنه يجسد كل رموز الإرهاب الصهيوني المعاصر·
وتضامناً منا مع برنامج “إرهابيات” فإننا نستعرض في الأسطر التالية جوانب من السيرة الحقيقية لهذا الإرهابي بكل ما تحمله من كراهية للعرب ونشوة تبلغ ذروتها عندما تسفك دماؤهم·
يبلغ “أرئيل شارون” 74 عاماً ملطخة بدماء الأبرياء حيث بدأ حياته العسكرية عام 1945 عندما انضم لعصابات “الهاجاناة” الدموية· وفي حرب 1948 تولى قيادة إحدى الفصائل وبرز اسمه لدوره المهم في طرد عشرات الآلاف من العرب وتهجيرهم، وفي عام 1952 تولى “شارون” قيادة الوحدة الخاصة 101 التي أسندت إليها مهام شن غارات انتقامية ضد عمليات الفدائيين داخل المناطق المحتلة بلغت ذروتها في المجزرة المروعة في قرية “قبية” الفلسطينية حينما اقتحمها بأوامرعليا ودمر المنازل على رؤوس أصحابها·
وفي العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 تولى رئاسة وحدة المظليين وتولى بعدها الكثير من المناصب العسكرية والاستخباراتية إلى أن تقاعد من الجيش ليعود إليه أثناء حرب 1973 ليقود إحدى الوحدات التي كان لها دور كبير في وقف زحف الجيش المصري·
بعد ابتعاده عن الخدمة العسكرية اتجه للحياة السياسية ليعمل بعد فوزه في انتخابات الكنيست عام 1974 مستشاراً للأمن القومي وأسس حزباً صغيراً برئاسته وهو “شلومتسيون” واندمج بعد ذلك تحت مظلة حزب “الليكود”· وفي عهد الإرهابي “مناحيم بيغن” تولى منصب وزير الزراعة والمستوطنات حيث قام بحملة ضخمة لتجريف ومصادرة أراضي العرب وبناء مستوطنات محلها· وتولى في مطلع عام 1982 منصب وزير الدفاع وهو الذي أعطى أوامره المباشرة لتنفيذ المجزرةالدموية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وبالتالي المسؤول الأول عن مقتل وجرح الآلاف من الأبرياء· وتولى في السنوات الأخيرة الكثير من المناصب الوزارية إلى أن فاز برئاسة حزب “الليكود” المعارض آنذاك حيث منح حقيبة وزارة الخارجية·
كان السبب الرئيسي في اندلاع انتفاضة الأقصى عندما دنس الحرم القدسي قبل قرابة العام وبعد أقل من ستة أشهر فاز على منافسه “ايهود باراك” بمنصب رئيس وزراء الكيان الصهيوني للمرة الأولى في تاريخه عندما تم انتخابه بنسبة عالية من الأصوات تعتبر الأعلى في تاريخ الكيان الصهيوني ولا عجب في ذلك من قطعان المستوطنين الذين يحلمون بقائد ذي تاريخ أسود متخصص في سفك دماء الأبرياء·
تحية إلى قناة “أبوظبي” الفضائية وإلى نجوم الكويت أبطال البرنامج وإلى مزيد من الفعاليات الإعلامية في خدمة قضيتنا المركزية· |