بينما تشتد حالة الحصار على الشعب الفلسطيني المظلوم لتصل أوجها في انتشار حالات المجاعة بصورة واسعة، بالإضافة لتدهور الحالة الصحية لآلاف المرضى بسبب الحصار غير الإنساني على المستشفيات حيث كشفت التقارير أن أربعة من الفلسطينيين كبار السن قد لقوا حتفهم في مستشفى الشفاء بسبب النقص في عدد مرات غسيل الكلى من ثلاث الى اثنتين· وقس على ذلك كم من المرضى تتدهور حالتهم بهذا السبب أو غيره، والمؤلم أن كل هذا يجري وسط صمت دولي يكشف زيف ادعاءات حقوق الإنسان واحترام القوانين الدولية·
ويا للمفارقة، ففي الوقت الذي تقتلع فيه اللقمة من أفواه أطفال فلسطين، نجد أن أنهار المساعدات تصب في خزائن إسرائيل الغاصبة، ونجد دول العالم قاطبة - إلا ما ندر - تسارع لنيل رضا حكومة إسرائيل وتستجدي رحمتها!!
في هذا الوقت، يجب علينا أن نعي بصورة دقيقة ثقافة المرحلة المفصلية في الصراع العربي - الإسرائيلي، وألا ننساق وراء الأبواق الإعلامية المضللة التي توجه أصابع الاتهام للفلسطينيين عموما وحركة حماس خصوصا بأنهم السبب لكل ما يحصل لهم، ويجب علينا معرفة كيف يفكر الإسرائيلي المغتصب لأرض فلسطين حيث جاء في دراسة علمية نشرت في إسرائيل يوم 9/5/2006م أن نحو ثلثي الإسرائيليين يريدون من حكومتهم تشجيع العرب علي الرحيل، وقد أوضح تقرير (مؤشر الديمقراطية في إسرائيل) أن 62% من الإسرائيليين يرغبون من الحكومة أن تتبع سياسات لإقناع 1,3 مليون عربي، يشكلون نحو خمس عدد سكان إسرائيل، بالرحيل، بينما يرى 14% منهم أن العلاقة بين العرب واليهود في إسرائيل جيدة، بينما رأى 29% من الذين استطلعت آراؤهم أنه يجب الحصول على رأي اليهود فقط في أي قرارات تتعلق بمصير دولة إسرائيل· هذا الاستطلاع، وغيره المئات، والسلوكيات على أرض الواقع التي يمارسها المستوطنون جنودا ومدنيين ألا تكفي لتجعلنا نستوعب ثقافة وطبيعة المرحلة؟!!· |