نشرت صحيفة (ذي غارديان) البريطانية في عددها الصادر 2005/10/18 تحقيقا مرفقا بخرائط توضيحية أكدت فيه أن إسرائيل استغلت انشغال العالم بمشروع الانسحاب من قطاع غزة لتعزيز سيطرتها على الضفة الغربية بمصادرة مساحات واسعة من الأراضي هناك، حيث فاقت مساحة الأراضي التي تم الاستيلاء عليها مساحة قطاع غزة بأكمله!!
وفي التفاصيل المثيرة، إنه وبعد الانسحاب من قطاع غزة وحتى إعداد التحقيق فإن إسرائيل انسحبت من 19 ميلا هي مساحة قطاع غزة بينما صادرت أو احتلت قرابة 23 ميلا في الضفة الغربية وتحديدا حول مستوطنة (معاليه ادونيم) الاستيطانية الضخمة التي تقع في شرق مدينة القدس·
إن ما يحدث الآن في فلسطين المحتلة لا يمكن اعتباره إلا كونه عملية إعادة ترسيم حدود دولة إسرائيل في عمق الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967م وإذا أوجزنا الحقائق على أرض الواقع فإننا نستنتج:
1- استمرار حكومة إسرائيل في إقامة مشروع جدار الفصل العنصري المخالف للقانون الدولي وسط صمت عربي وإدانات فلسطينية - خجولة - بين فترة وأخرى·
2- استمرار قيادة سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية في الطلب من الإدارة الأمريكية التدخل لإعطاء الشعب الفلسطيني - فتات الحقوق - من خلال موافقتها على البدء في تنفيذ مشروع (خريطة الطريق) التي نسفت كافة القرارات الدولية التي كانت تحفظ الحد الأدنى من الحقوق خصوصا إذا علمنا أن %78 من أرض فلسطين التاريخية لا يتم التفاوض عليها نهائيا حيث أغلق ملفها منذ مؤتمر مدريد عام 1991م الذي رفع شعار (الأرض مقابل السلام)·
إننا أمام مأساة حقيقية·· فهل المقاومة هي الحل أم طريق السلام؟ لكم الإجابة· |