رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 9 محرم 1427هـ - 8 فبراير 2006
العدد 1714

البقاء للوطن والإنسان!!
د. محمد عبدالله المطوع
malmutawa@albayan.ae

يبدو أن عام 2006، هو عام التحولات الجذرية، على المستوى العربي، فهو يبشر ببدء مرحلة جديدة، على المستوى الخليجي، فقد برزت، ملامح مرحلة جديدة على المستوى المحلي، تتسم بالطموح والآمال حينما تولى صاحب السمو، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مسؤولية رئاسة مجلس الوزراء، مما يعني، أن هنالك، دماء جديدة، سوف تضخ، في كيان الدولة الاتحادية· حيث يتوقع أن يكون، مجلس الوزراء المقبل، متميزا في البرامج وفي الأداء· وأن مرحلة جديدة على المستوى المحلي سوف تتضح ملامحها في الشهر المقبل، فالإنسان الذي أسهم في نقل الإمارات، من المرحلة المحلية الى العالمية، لا شك، سوف يعمل، من أجل وضع الإمارات على سكة التقدم السريع بما يتناسب مع التحديات الكبيرة· إذ إن القيادة تدرك، أن البقاء للأقوى، ومن يمتلك رؤية جديدة وخطة طموحة، يستطيع أن يتغلب على كل المعوقات التي تواجهه سواء كانت اقتصادية، أو اجتماعية، أو سياسية·

إن العالم مع من يخطط بشكل علمي، ولا مجال للعواطف، وإن العالم، يقف مع من يستطيع أن يواكب الألفية الجديدة، ومن هنا تأتي أهمية مقولة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن يسود مبدأ المواطنة في التعامل مع الجميع، فإن العالم يراقب ما يجري، في هذه البقعة من العالم، حيث إن التعايش السلمي بين الأمم والديانات المختلفة، في بقعة صغيرة من العالم هي نموذج للرؤية الجديدة للأسرة الواحدة في عالم القرن الجديد، القانون والعدالة هي الأساس، مما يعني المزيد من المسؤوليات والتحديات، إلا أن وضوح الرؤية والتخطيط السليم هو الأساس لعالم الغد·

في هذا الشهر، من العام الجديد، فقدت الأمة العربية والإسلامية، قيادات تاريخية على المستوى الخليجي، سواء برحيل المغفور له، سمو الشيخ، مكتوم بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة وحاكم دبي، الإنسان الرائع، والذي ساهم بشكل مباشر، في ترسيخ مرحلة جديدة، زاهدا في السياسة إلا أنه ساهم في خلق رؤية جديدة للألفية الجديدة· وفي الوقت نفسه، رحيل أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح، ذلك الإنسان الذي ساهم في ترسيخ دولة الدستور، والعمق العربي، الذي كانت مسيرته امتدادا، لمسيرة أمير الكويت الأسبق، الشيخ عبدالله السالم الصباح، ذلك الإنسان الذي آمن بأهمية الدستور، وبخلق دولة المؤسسات، الذي أدرك منذ العقد الثالث، من القرن الماضي، أن القوانين هي التي تحافظ على المجتمعات، سواء حقوق الأسر الحاكمة أو حقوق الشعوب·

من المؤكد، أن شعوب الخليج العربي، أو الشعوب العربية تدرك أن مقولة، الكويت بلاد العرب، كانت رؤية ذلك المقبل من صحراء الكويت، لقد أدرك الشيخ عبدالله السالم الصباح، أن الدستور والمشاركة السياسية، هي صمام الأمان للمجتمع· وعلى ذلك، فقد حقق حلمه، في خلق الدولة الدستورية، في دولة نفطية، وجعل حماية الوطن، والشعب، والأسرة الحاكمة هو الدستور، واتضح فيما بعد، أن رؤيته للمستقبل وأحداثه، كانت صحيحة، كما كانت الرؤية الاقتصادية للمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والرؤية الوحدوية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان صحيحة· وهي ثلاث رؤى، أثبتت مدى صدقها، بل صحتها خلال نصف قرن من الزمان·

لقد كانت، الرؤية السياسية والقانونية، هي التي ساهمت، في إنقاذ دولة الكويت، من الأزمات السياسية، التي مرت بها، وآخرها ما حدث في الأسبوع قبل الماضي، فقد كان قانون وراثة الحكم، هو صمام الأمان لدولة الكويت، وإن كانت، بعض الإجراءات، سببا في أول حادثة تاريخية، في الكويت، حيث قام مجلس الأمة بعزل الأمير الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح عن الحكم، وهو الذي يكن له كل شعب الكويت، وآل الصباح، كل التقدير والاحترام، إلا أن القانون هو سيد الموقف·

والإمارات أكدت، سياسة المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أهمية المحافظة على الدولة الاتحادية، حيث إن الوحدة، هي الطريقة الأساسية، للمحافظة على مصالح الجميع· وتأكد في المقابل، أن الطريق نحو الاستقرار هو بانتهاج سياسة اقتصادية ناجحة، وهذا ما أكدته إمارة دبي، من خلال الاستمرار، على نهج، المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، ذلك الإنسان الذي أدرك أهمية دمج الاقتصاد بالسياسة، أو ما يعرفه المختصون بالاقتصاد السياسي·

كان شهر يناير، محكا قويا، لاختبار الاستقرار، في منطقة مهمة في العالم، كانت تلك المنطقة هي دول مجلس التعاون الخليجي، سواء في الكويت أو الإمارات وغيرها·

كانت العاطفة مع سعد العبدالله الصباح، إلا أن العقل كان مع الدستور، والرؤية المستقبلية كانت مع محمد بن راشد آل مكتوم·

إن الوطن هو المهم، وما عدا ذلك، فإن الحياة سوف تستمر، إلا أن فقدان الوطن لا يعوض· إن المرحلة الجديدة، تتطلب رؤية جديدة، بعيدا عن الصراعات الذاتية· لقد رحل المؤسسون إلا أن رؤيتهم، لا تزال باقية، بأن من سيبقى هو الوطن والإنسان، الذي يضمن الاستقرار والاستمرارية، لأنه بلغ سن النضج، فمن حقنا جميعا، ودول الخليج، قد أنجزت، تلك التغيرات الكبيرة، مع مطلع السنة الجديدة بسلاسة وجدارة أن نقول إن المواطنين في تلك الدول، أصبحوا مؤهلين علميا وعمليا وسياسيا واجتماعيا، للتفاعل بإيجابية مع الأحداث الجسام، التي تمر بها الأمم والشعوب·

هذه مرحلة جديدة وإنسان جديد، إلا أن الوطن، سيظل قديما قدم التاريخ، وقد آن الأوان، ليدمج السياسي مع الاقتصادي والقانوني· وقد تكون تلك نقطة الانطلاق، نحو مرحلة جديدة، تجسد الآمال الكبار، التي غرسها المؤسسون· ليظل الوطن هو الأساس أولا وأخيرا·

 

* وحدة الدراسات والبحوث

جريدة البيان الاماراتية

almutawa_mohammed@hotmail.com

�����
   

سيكولوجية الجماهير:
سعاد المعجل
يريدونها جرائد "كوبنهاغن اليوم":
حسن العيسى
حول معركة "الرسوم":
سعود راشد العنزي
"هيهات منا الذلة":
د.عبدالمحسن يوسف جمال
حين نخسر أنفسنا ويفوز الوطن:
شعاع القاطي
هذا دنماركي قاطعوه :
يوسف الكندري
أبو الدستور وأبو الإصلاح:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
من صفات الحاكم..:
علي غلوم محمد
من الطفولة البائسة الى الجحيم:
د. حصة لوتاه
البقاء للوطن والإنسان!!:
د. محمد عبدالله المطوع
أوروبا تدين إسرائيل(1-2):
عبدالله عيسى الموسوي
الشعب سيحاسب مجلس الشعب:
مسعود عكو
أمنيات العهد الجديد!:
محمد جوهر حيات
الرئيس المصلح والشعب الصالح:
فيصل عبدالله عبدالنبي
انفتاح اقتصادي ومواطن "حافي"!:
عبدالخالق ملا جمعة