رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 12 رجب 1426هـ - 17 أغسطس 2005
العدد 1691

النقد بين الموضوعية والرأي الشخصي
مشاري الصايغ
al_sayeghq8@hotmail.com

إذا عرف النقد بأنه علم له قواعد وأسس تكون هي المنظور الذي يمكن من خلاله تقييم ونقد الناس فيما يفعلون أو يقولون، فإن ما سيخرج عن ذلك لن يكون نقدا، وإنما تعبير عن رأي شخصي مخالف، وليس بالضرورة أن يكون رأيا إيجابيا أو صحيحا، ولا يعتبر ذلك عدم قبول للآراء الأخرى، ولكن إذا كان لدينا موضوع محدد، أو قضية معينة، أو عمل ما، فإننا من الصعب أن نوافق أو نعتمد على رأي من يُنصب نفسه حكما في هذا العالم الواسع الكبير المتعدد، دون النظر لتلك القواعد أو الأسس، وإذا اعتبرنا أن النقد هو إصدار لحكم فلا يمكن أن يقبل هذا الحكم من أي أحد، وقد لا يكون أهلا لذلك، أو قد يكون رأيا متخبطا، يخلط صاحبه ما يريد أن يقوله فيه·

ومن علامات النقد ومزاياه الإنصاف، وقول الحقيقة، والأمانة في التقييم، كما يجب ألا يكون مشوبا بأي تأثير من الآخرين أو لأجلهم أو تأثير مباشر، كعداوة أو حسد أو اختلاف في الاتجاه أو الرأي، فمن الناس من يكره أن يرى من يختلف معه في ذوق الطعام والشراب، وعقولهم متحجرة ترفض حتى سماع الرأي الآخر، وينظر لهؤلاء الناس بشيء من الشفقة بسبب ما يعانون من (جهل)·

أما إذا كان توجيه الرأي المنتقد بهدف النيل من الآخر، فإنه ومن دون شك يوجد لدى صاحب هذا الرأي شعور كبير بالنقص والعجز، ومنشؤه مرض نفسي يرجى شفاؤه، كما أن هذا الرأي لا يكون مهما عند العقلاء، كالنقد المستمر الموجه للآخرين بهدف الإساءة إليهم، وغالبا ما يكون مبنيا على تنزيه النفس من الخطأ وادعاء المثالية المطلقة، بما لا ينطبق على عالم البشر·

ولا يعني التقيد بتلك القواعد والمقاييس الخضوع التام لها كالانقياد للعقيدة مثلا، بل إنه علم قابل للتطوير ولا يمنع من التعددية في الآراء ولكن بما يفيد ويضيف ويعطي نظرة أعم وأشمل من نظرة ضيقة ومحدودة ناتجة عن فهم سخيف وسطحي دون محاولة الوصول الى العمق في أي موضوع· والملاحظ أنه قد تختلف قواعد ومقاييس النقد باختلاف الزمان والمكان، والمصلحة، والعلاقة، والقوة والضعف، واعتبارات أخرى، فمثلا ومع الأسف فإن المصلحة قد تجعل البعض يحكم وينقد بمعايير مختلفة في حالات أو أمور متشابهة، مما قد يسود معه السخط والعدوان بسبب الظلم·

 

كيفية الانتقاد السليم

 

أولا: يجب عندما ننتقد أن يكون الانتقاد بشكل راق وأن يكون الانتقاد موجها للفكر أو للعمل، لا للأشخاص فأنت تريد أن تبدي رأيك في عمله وفكره وإنجازه وهذا حقك المشروع لكن لا أحد يطلب منك أن تحكم على شخصه أو ذاته·

ثانيا يجب البدء بمحاسن الفكر أو العمل أي أن تبدأ بالنقاط الإيجابية إن وجدت، لأن هذا يجعل (المنقود) مستعدا لتقبّل النقد، فهو أسلوب رفيق رقيق ليس فيه تجريح ولا تشهير ولا تسقيط·

ثالثا: برأيي أن أساس الانتقاد لم يوجد إلا لسبب واحد فقط وهو التوجيه وتعديل الأخطاء وهذا جوهر الانتقاد ومضمونه وغير هذا انحراف كامل عن النقد ويكون تشهيرا أو تجريحا·· الخ، والمهم أيضا يجب على الناقد و(المنقود) أن يكون لديهما روح الديمقراطية ووتبادل الآراء بشكل ديمقراطي راق، وعندما نرتقي بالانتقاد وتبادل الآراء بالتالي سيرتقي الطرح السياسي والاجتماعي والفني بالوطن العربي وبالكويت خصوصا وهذا ما نطمح إليه جميعا ولنرتق بكويتنا الحبيبة·

al_sayeghq8@hotmail.com

�����
   

"البدون" صداقة مع المعاناة:
ناصر الخالدي
مخبولة بروكلين!:
أحمد حسين
العراق بين رؤيتين:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
عوّرت قلبي يا هادي:
على محمود خاجه
المنافذ... يا معالي الوزير؟!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
النقد بين الموضوعية والرأي الشخصي:
مشاري الصايغ
هل هناك من أمل؟:
عامر ذياب التميمي
السودان بعد قرنق:
د. محمد حسين اليوسفي
منتدى جمال الأتاسي آخر منافذ التهوية:
يحيى علامو
كفاكم رهانا على شارون:
عبدالله عيسى الموسوي
الاستراتيجية الصينية لتحقيق الأمن النفطي:
عبدالعظيم محمود حنفي*
دور القمة العربية في مكافحة الإرهاب:
عبدالله العبدالعالي
آفاق جديدة في نظرية الديمقراطية المبادرة أمريكية:
راشد الرتيبان*
مواردنا البشرية..:
محمد جوهر حيات