صعّد الإرهابي شارون حربه على الفلسطينيين واجتاز الحدود الحمراء التي وضعتها الاتفاقيات الأخيرة بين العدو الصهيوني والسلطة الفلسطينية، وتعدى ذلك إلى ضرب المطار وطائرات الرئيس الفلسطيني عرفات، وحوّل الوضع في فلسطين إلى وضع جديد لم يتحمله حتى وزراء حزب العمل المشاركون في الوزارة الإسرائيلية الحالية مما جعلهم ينسحبون من اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأخير·
ولقد وصل القصف إلى مكاتب عرفات ومع وجود أنتوني زيني المبعوث الأمريكي الذي يحاول إقناع الطرف الإسرائيلي تطبيق اتفاقيات السلام دون جدوى وخصوصاً أن الإرهابي شارون كان معارضاً قوياً لهذه الاتفاقيات·
لقد أصبح موقف بيريز محرجاً للغاية فهو كان يعلن دائماً أنه دخل الائتلاف الحكومي مع شارون لتهدئة تطرف شارون إلا أن ما وصلت إليه الأحداث الأخيرة قد ألغت هذا الأمر·
ومع استمرار شارون في الحكم فإن الوضع المتوتر في الأراضي الفلسطينية سيستمر وبدرجة أكبرلأن ردة الفعل الفلسطينية ستكون بمستوى العنف الإسرائيلي نفسه حيث أثبتت الأيام الأخيرة أنه كلما صعّد شارون حربه ضد الفلسطينيين صعّد الفلسطينيون قدرتهم على المواجهة، ولاشك أن استمرار هذا الوضع سيدخل الأراضي الفلسطينية في حالة حرب مستمرة مما سينعكس سلباً على الأوضاع داخل فلسطين المحتلة نفسها وهو أمر قد يهز الثقة بحكومة شارون التي وعدت بالأمن فجاءت بالعنف· |