حين تقوم طائرة إسرائيلية بمطاردة مدني فلسطيني ثم تقصفه بصاروخ وتقتله·· هل يستطيع العرب المطالبة بإحالة شارون رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى محاكمة دولية والطلب من مجلس الأمن فرض حصار اقتصادي على إسرائيل؟
حين قام أحد الجنود الإسرائيليون بقتل الطفل محمد الدرة وهو في حضن أبيه دون ذنب اقترفه·· هل يمكننا كعرب أن نطالب بمعاقبة هذا الجندي أو معاقبة إسرائيل؟
حين قام جندي إسرائيلي آخر بقتل فتيات فلسطينيات بعمر الزهور وهن على مقاعد الدراسة·· هل نستطيع أن نطلب من مجلس الأمن نزع سلاح الإسرائيليين؟
حين أمر شارون جنوده بقتل كل فرد من حركة الجهاد الإسلامي دون محاكمة أو ذنب، فقط بالظن أنه من الحركة! ثم يقوم جنوده بتنفيذ ذلك الأمر فيقصفون المدن الفلسطينية وسيارات المارة لقتل شبابنا·· هل نستطيع أن نطلب اجتماعا عاجلا من مجلس الأمن للتنديد بهذا السلوك الإسرائيلي؟ وهل سيخرج الرئيس بوش أو السيدة كونداليزا رايس ليتّهما شارون بأنه إرهابي! وأن نظامه وحشي لا ينسجم مع الحضارة والمدنية المتحضرة وأنه لابد من إسقاط النظام الإسرائيلي باستخدام المادة السابعة من نظام الأمم المتحدة؟
حين يتهم شارون وموفاز العرب بأقذع الشتائم هل يستطيع أي رئيس أوروبي أن يتهمه بالخروج عن آداب الحوار الحضاري؟
حين يعرف العالم كله أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية وأنها ترفض الانضمام إلى وكالة الطاقة النووية وترفض الكشف عن معاملها وأسلحتها هل يستطيع الرئيس بوش والسيد بلير والسيد شيراك تحويلها إلى مجلس الأمن لاتخاذ العقوبات المناسبة؟ وهل يمكنها إرسال الوفود للتفتيش عن تلك الأسلحة؟
حين يقوم الجيش الإسرائيلي بهدم بيوت الفلسطينيين وطرد السكان وبناء الجدار العنصري العازل ومنع تلاميذ المدارس من العبور إلى مدارسهم·· هل تستطيع الإدارات الأمريكية والأوروبية إرسال قوات دولية للحيلولة دون ذلك؟
لو كان هناك إسرائيلي واحد في سجن غوانتنامو هل ستقوم الإدارة الأمريكية باحتجازه وتعذيبه؟!
أظن أن الجواب سيكون بعكس ما نتصور، فإسرائيل التي تقوم بكل هذه الأعمال الإرهابية والانتهاكات على المدنيين فإن الإدارة الأمريكية والأوروبية تطلق عليها دولة متحضرة وتلقب شارون ببطل السلام وتصمت صمت أبي الهول عن أسلحتها النووية وتطلب من الفلسطينيين منع انتخاب أبنائهم بل محاربتهم وسجنهم ومقاطعة كل من يطرح هذه الأسئلة لأنه لا يستخدم اللغة السياسية المحتضرة؟!
بعد ذلك كله أليس من حق العرب والمسلمين الاستماع إلى رأي حر يعبر عنهم في كشف ما تخبئه خلفية هذه الأسئلة، أليس للصبر حدود سواء للأفراد أو للشعوب؟! |