ردات الفعل الغربية غير المسبوقة تجاه تصريح الرئيس الإيراني د·محمود نجاد تحتاج إلى تأمل··
فلماذا يتصرف قادة هذه الدول المعروفون بهدوء طباعهم والذين يتقبلون الرأي والرأي الآخر مهما كان مخالفا؟
السر·· أن هذا التصريح جاء ضد·· إسرائيل!
وهنا تكمن المشكلة! فبعض الساسة الغربيين يمكنهم قبول أي رأي يقال ضد بلادهم وضد سياساتهم ولكنهم لا يستطيعون السكوت أمام تصريح ضد إسرائيل·· وإلا اعتبروا ضد السامية!
إسرائيل أصبحت مرضا سياسيا لدى الغربيين·· لذا فإن الدول الغربية جندت كل طاقاتها وإمكاناتها لإنجاح أي مخطط صهيوني تطرحه إسرائيل!
فالغرب يرون بأم أعينهم الممارسات الإرهابية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني·· ويتابعون الغارات اليومية التي تقوم بها الطائرات الإسرائيلية ضد المدنيين وقتل المشاة وركاب السيارات وهدم البيوت ولكنهم لا ينبسون ببنت شفة!
وهم يرون إقامة الجدار العنصري العازل الذي يذكرهم بجدار برلين الذي احتفل الأوروبيون بهدمه في يوم اعتبروه تاريخيا وما زالوا يتذكرونه إلا أنهم يقفون صامتين أمام قيام الصهاينة ببناء جدار مثله·
الغرب··· كل الغرب·· وبأسلوب تسابقي أخذ يصرح الواحد تلو الآخر ضد كلمات قالها الرئيس الإيراني في فهمه ورؤيته للكيان الغاصب الذي أقيم على أرض فلسطين·
رؤية د·نجاد هي الرؤية نفسها التي يتبناها العرب والمسلمون في نظرتهم إلى الأرض المقدسة التي باركها الله سبحانه وإلى المسجد الأقصى الذي هو قبلة المسلمين الأولى ومسرى رسولهم الكريم صلى الله عليه وآله وسلم·· كلمات محددة يطالب الغرب بسحب سفرائهم! وقتل واغتيالات لشعب كامل واحتلال لأراض شاسعة يقف الغرب أمامها صامتا كصمت القبور!
فأي منطق هذا؟! وأي عدالة هذه؟! لم يعد التصرف الغربي مقبولا ولم تعد مكاييلهم السياسية معروفة، ولم يعد تصرفهم وردات فعلهم تجاه الأحداث مدروسة!
ردات فعل الغرب لن تؤثر في مسار أحداث الشرق الأوسط بعد أن أصبحت المقاومة شعارا شعبيا ومطلبا جماهيريا وبعد أن اتضح أن هناك مخططا صهيونيا واسعا يقوم الإسرائيليون بتطبيقه بدعم من الغرب··· ويصبح العرب والمسلمون هم الضحية دائما·· فبالتالي إما أن تعيش شعوبنا حياة كريمة أو تموت ميتة عز وشرف، ولا خيار ثالثا تركه الصهاينة والغرب لأمة العرب والمسلمين·
إنها مجرد كلمات أطلقت وتصريح لفظي أطلقه الرئيس الإيراني·· ولكنه لم يجد قدرة غربية على تحمله فكانت ردات الفعل الهستيرية·· فما بالكم لو انتفضت الأمة كلها ووقفت خلف المقاومة الباسلة وطالبت باسترداد أرضها وكرامتها من المغتصب! |