رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 21 مارس 2007
العدد 1766

رأي الطليعة
في الألفية الثالثة.. "الحكم سيف ومنسف"!!!

 يردد أحد أبناء الأسرة من الذين أسقطتهم هبة يونيو 2006 الشعبية، يردد كثيراً مقولة أن الحكم سيف ومنسف في إشارة الى أسلوب العصا والجزرة الذي يرى أنه الأسلوب المفترض لأسرة الحكم أن تأخذ به في التعامل مع الشعب·

المقولة التي يرددها الشيخ الخسران وعضو الثلاثي المهزوم تمثل أسلوباً طالما اتبعه شيوخ القبائل في مرحلة ما قبل الدولة، حيث كان لابد للشيخ من أن يكون كريماً وصارماً في آن معاً، وبخلاف ذلك لا يمكن للشيخ أن يستمر في حكمه·

ويبدو أن الشيخ المروج لهذا الأسلوب يعلن للمرة الأولى ضيقه بالنظام الديمقراطي وعشقه لنظام المشيخة الذي عفا عليه الزمن ولم يبق إلا في مخيلة وأحلام أبناء الأسرة المعادين للديمقراطية وحكم القانون والذين يطمحون بكل الأشكال للنكوص بالنظام الكويتي الى مستوى أنظمة المنطقة الأخرى التي تتوق شعوبها الى مزيد من الحرية والديمقراطية·

ويبدو أن الشيخ المكسور لا يعبر عن رغبته هو فحسب بل ربما عن آخرين من أبناء عمومته الذين اعتبروا الدستور والحكم الديمقراطي خطأً تاريخياً يتحمله المغفور له الشيخ عبدالله السالم الذي يعتبر في مفهومهم من ضيع عليهم فرصة الحكم المطلق والمشيخة·

هذا التعبير الذي يتكرر بأشكال عدة بما فيها تكرار تسريب احتمالات الحل غير الدستوري يمثل رغبة مدمرة لدى هذا البعض ليس للنظام الكويتي واستقرار حكم الأسرة فحسب بل للكويت بأكملها، لأن من يفكر في هذا الأمر إنما يريد هدم المعبد على من فيه لعله يخرج بربح يخصه مهما كانت النتائج مدمرة·

إن المجتمع الكويتي وعلى الرغم من عثراته وتأخره عن ركب التنمية والتقدم بعد أن كان في طليعة مجتمعات الخليج، يبقى أكثر مجتمعات المنطقة استقراراً من حيث نظام الحكم ومكونات الدولة ومقوماتها القانونية والمؤسساتية والكويت هي أكثر المجتمعات قدرة على النهوض إن استقرت واتجهت نحو التنمية والبناء مستفيدة من دستورها ومن العلاقة التاريخية المتميزة بين الشعب والأسرة الحاكمة التي تحولت من واقع اجتماعي سياسي الى تأكيد دستوري مضمون أكده موقف الكويتيين في أثناء غزو صدام واحتلاله للكويت·

إن سماح الكبار في الأسرة لصغارها بالعبث في دعائم هذا الاستقرار السياسي والدستوري وعدم إيقافهم عند حدهم لن يخدم الأسرة أو الكويت والكويتيين، بل سيعطي انطباعاً بأن المقولة هذه يعبر عنها المهذارون ويقبل بها الصامتون!! وهنا يكمن الخطر إن صح الانطباع·

�����