رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 يونيو 2006
العدد 1734

رأي الطليعة
الصحوة الشعبية غداً

غدا·· يقف المواطن الكويتي في مواجهة اختبار لا رقيب فيه سوى ضميره!! غدا·· يتوجه كل مواطن وكل مواطنة·· ليحتكموا الى صناديق الاقتراع وحدها!! غدا·· يختلي كل منا بورقة الانتخاب ليدون فيها خلاصة قراره!!

قد تكون فترة الانتخابات الراهنة·· قصيرة وسريعة·· مقارنة بجولات سابقة·· لكنها ولا شك تميزت بسخونة غير مسبوقة·· سواء في الطرح داخل المقار والخيم الانتخابية·· أو في التواجد الشعبي الذي وصل الى حد التزاحم في أحيان كثيرة!!

كان الناخب مصرا على التواصل المباشر مع المرشحين·· وقراءة كل ما يطرح وكل ما يقال قبل الاستقرار والاختيار الأخير!! وكان المرشح الإصلاحي·· في الجانب الآخر·· قارئا جيدا لتلك الصحوة الشعبية·· ولذلك النضج السياسي الذي ساد وعي المواطن!! حيث وصل التنافس على إقامة الندوات الى أوجه·· وقلت بذلك فرص المرشح غير الجاد·· أو الذي لم يتمكن من إشباع فضول الناخب للاطلاع وعن قرب على ما يحمله ناخبه من برامج ومشاريع!!

ويبقى السؤال هنا عن الدور المطلوب من المواطن في مثل هذا اليوم التاريخي··· الذي لا نبالغ إذا ما قلنا بأنه يشكل مرحلة سياسية جديدة تماما في تاريخ الكويت الحديث!!

والإجابة·· إن هنالك جملة من المطالب·· نأتمن عليها ضمير المواطن الكويتي·· حين يتوجه غدا لإلقاء الورقة في الصندوق الزجاجي الشفاف!!

لو كان للكويت أن تلقي هي الأخرى بورقتها داخل الصندوق·· لاختارت في من يمثلها·· شفافية في الطرح·· وأمانة في العمل·· وتجسيداً للصالح العام فقط!! ولتجنبت المتعثرين في الإصلاح·· والمتلاعبين بحدود الأمانة·· والغارقين في الفساد!!

لو كان للكويت أن تلقي بورقتها الانتخابية·· لدونت فيها أحرف أولئك الذين وضعوا خطوات الإصلاح·· وصاغوا مطالب الشعب الكويتي·· وحملوا لواء المحافظة على كرامته وثرواته ومستقبله!! ولنبذت·· الذين تسلقوا موجة "الحرب ضد الفساد"·· وإصلاح الدوائر الانتخابية وإقرار الذمة المالية·· واتخذوها شعارات براقة·· لا يتجاوز مداها اللوحات الإعلانية المزروعة في شوارع الكويت!!

لو كان للكويت أن تنتخب·· لتذكرت قبل أن تلقي بورقتها·· تلك الوجوه الفتية التي أشعلت الساحة الكويتية غضبا واحتجاجا على ما آلت إليه الأمور·· وما وصلت إليه من تدهور مخيف على كل الأصعدة!! ولأبت أن تخذل قلوبهم الغضة المليئة بالأمل في غد أكثر إشراقة وجمالاً!!

عندما نتوجه غدا الى صناديق الاقتراع لا نريد أن نحمل معنا سوى شهادة الجنسية وضمير حي يقظ وصورة ذهنية لكويت المستقبل!! كويت ترفل بأمن وأمان ورفعة وتقدم بفضل سواعد أبنائها البررة!!

وثقوا يا أهل الكويت·· أن كويتاً كهذه·· كويت الحلم الذي راودنا جميعا·· هي في انتظارنا جميعا·· داخل صناديق الاقتراع الزجاجية الشفافة!!

�����