Al - Talea
رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962
العدد 1789

رأي الطليعة
موقفنا في القمة··· يستحق الثناء

لا نعرف على أي شيء يعتمد بعض الإخوة في مجلس الأمة وهم يستعرضون عضلاتهم الصوتية في إدانة الموقف الكويتي في مؤتمر القمة العربية· لا نعرف أي معلومات يمتلكون حول الموقف الدولي وحول الموقف العربي وحول الاتجاه الذي تتسارع به الأحداث ونحن واقفون·

ولا نعرف على أي قوة يستندون وهم يتكلمون بكل هذا التشدد والعنف، هل هو على مخزننا من الأسلحة النووية، أم على أسطولنا المدجج بالصواريخ الباليستية؟

الإخوة بالطبع يعرفون أن القوة التي نعتمد عليها في حماية وطننا من تهديدات النظام الفاشي في العراق هي القوات الأمريكية، ولا نعتقد أن أحداً يظن في أننا نستطيع تحريكها أو إصدار الأوامر اليها·

لذلك، فلقد آن الأوان أن نوقف هذه المواقف المتشنجة الفارغة ونختط لوطننا سياسة وطنية تستند إلى الوقائع التي على الأرض وليس في الخيال وأن ندرك أن هذه المواقف وغيرها من المواقف غير المدروسة وغير العقلانية والتي مارستها حكومتنا طويلاً هي التي عزلتنا وأدت بنا إلى هذا الوضع المزري الذي جعلنا نبدو معزولين في المنطقة، تلك العزلة التي كادت أن تنكشف تماماً خلال القمة لولا الموقف المشرف للمملكة العربية السعودية التي ساندتنا ووضعت الأمور في نصابها الصحيح ولولا حسن تصرف الوفد الكويتي وعقلانية موقفه·

إن الموقف الكويتي في قمة عمّان مثلما جاءت الورقة التي وافقت عليها الكويت ورفضها العراق والتي حددت فيها الثوابت الأساسية للسياسة الكويتية وأعلنت لمن يهمه الأمر من العرب وبشكل حازم أنها آخر ما يمكن أن تمضي فيه هو في واقع الأمر نقلة في التعامل مع الأحداث يجب أن تثمن لا أن تدان، وعلينا جميعاً الارتقاء إلى مسؤولياتنا الوطنية والتعاون في رسم سياسة وطنية تجاه العراق والآخرين تعتمد على التعاون الخلاق بين دول الخليج وخصوصاً بعد تصفية خلافاتها لتوفير الأمن لدول المنطقة بما فيها الكويت والامارات وغيرهما، اعتماداً على مقدراتها الذاتية في الأساس وحسن التعامل والتصرف مع الآخرين وهمومهم وتطلعاتهم·

إن التوصل إلى هذه السياسة والإطار والتمسك به وبحزم هو الذي سيفرض احترام الآخرين ووضع همومنا أيضاً في حساباتهم·

ولعل من أبرز ملامح تلك السياسة هو التمسك بالبعد القومي للموقف الخليجي وإبراز الاهتمام الصادق بقضية العرب الأولى في فلسطين والوقوف بحزم، أمام الطغيان الصهيوني الذي فوض الآن سفاح صبرا وشاتيلا لذبح الفلسطينيين وسحق الانتفاضة بعد أن أطبق عليهم بتقطيع أوصال أراضيهم وحصار مدنهم·

�����