قدر "الطليعة" - منذ تأسيسها قبل أكثر من أربعين عاما - أن تحمل على عاتقها التصدي للفساد بأشكاله· وفي حملها لهذه المهمة الصعبة - كانت ولا تزال - تواجه حربا شرسة من قوى الفساد وأهل الذمم الخربة· وأدواتهم في ذلك عديدة:
- فالإعلان في "الطليعة"، وهو عصب المطبوعات قاطبة، كان ولا يزال يرصد بفعالية من أجل توجيهه وتخويفه ومن ثم إبعاده· فعلت ذلك العناصر المعادية للديمقراطية في كل الحكومات السابقة، والحكومة الحالية لم تشذ عن "أخواتها"·
- التهديد والتخويف والابتزاز مورس ضد الجميع في "الطليعة"· قادته مجموعات وأفراد محسوبة على السلطة تارة وقريبة منها تارة أخرى ومن "صلبها" تارة ثالثة، ليس آخرها ما نشرناه في عددنا الأخير عن تهديد "الشيخين" عذبي وطلال شقيقي "الشيخ" أحمد الفهد وأبناء أخ سمو رئيس الحكومة الشيخ صباح الأحمد·
- الشروع في القتل، أسلوب انتقى بعض رجال "الطليعة" من جانب عناصر يعرف أهل الكويت جميعا "مَنْ وراءهم"، ومحاولة اغتيال عبدالله النيباري ثمن لسمو مواقفه التي هي مواقف "الطليعة"، يقدرها الكويتيون الشرفاء عاليا، وهي في الوقت ذاته وصمة عار تلاحق المتورطين و"سادتهم" إلى يوم الدين·
واليوم - كما بالأمس القريب والبعيد - سلطوا علينا كلابا جديدة، القاصي قبل الداني، يعرف بذاءاتها وانحطاطها·· ونحن نعرف من يدفع لها، بل نعرف - وهذا هو الأصح - من أوجدها·
ومعروف عن الصحافة أن أساس مشروعيتها يقوم على النقد البناء، وليس يعني هذا أن كل ما ينشر فيها صحيح مئة في المئة، وإلا لما وجدت الصحافة شيئا تنشره، ولكن في المقابل فأن الصحافة الشريفة لديها الاستعداد والشجاعة في أن تصحح الأخطاء إن وجدت لأن هدفها إصلاح الأوضاع الفاسدة من خلال نقد الأشخاص المسؤولين عنها وليس نقد الأشخاص لذاتهم·
لماذا نقول هذا··؟ ونجيب: لأننا تفاءلنا أكثر مما يجب واستبشرنا خيرا دون أن نلمس ما يوجب الاستبشار· فاليوم ضاق الأفق بمن يدعي السعة، وضاق صدر من يتظاهر بالانشراح، فعادت لغة التهديد والوعيد·· أشد مما كانت عليه في "السابق"·
لطالما تساءلنا في "الطليعة" كثيرا: ماذا يضير المسؤول، الذي ينوي الإصلاح، حين يسمع صوت النقد مهما قست نبرته؟ وبعد هذا: لماذا لا يتحقق - المسؤول الإصلاحي - من النقد المنشور وما يحمل في طياته من حقائق دامغة؟ وبعد ذلك: ما الذي يمنع المسؤول الإصلاحي - بعد التثبت - أن يصلح ما أفسده المفسدون؟
في واقعنا الذي نعيشه اليوم، نعترف أننا اكتشفنا أن أسئلتنا هذه معقدة رغم بداهتها، وصعبة رغم منطقيتها، خصوصا أن الأمور لا تؤخذ بظاهرها، فالظاهر يخدع أحيانا·
ماذا أيضا··؟ هل انتهت قصة الحرب على "الطليعة"؟
لا يبدو في الأفق نهاية لهذه الحرب الضروس، رغم تفاؤل المتفائلين بإشراقة "صباح" جديد مختلف، ورغم تعاون الأحبة والأصدقاء مع "العهد" الجديد!